مواجهة الإرهاب

بشارات النبي وتطلعات الإسلام
لقد بشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية بأن الإسلام سيتوسع ليشمل كل أنحاء العالم، ليصل إلى كل بيت في مختلف بقاع الأرض، سواء في الشرق أو الغرب. وفي خضم تآمر الأعداء على المسلمين خلال حادثة الأحزاب، أطلق النبي صلى الله عليه وسلم عبارات تحمل بشائر النصر والتمكين، لتكون مصدر عزاء وثبات للمؤمنين.
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بانتصارات قادمة على الفرس والروم، وتراجع إيوان كسرى، وتوزيع كنوزه بين المسلمين. وقد تحققت هذه النبوءات في مراحل متعاقبة من التاريخ الإسلامي. ومن المهم الإشارة إلى أن الإسلام دخل لأول مرة إلى بلاد آسيا الوسطى، مثل الهند، بفضل الأخلاق الحميدة للمسلمين التي أسرت قلوب الآخرين، كما يذكر التاريخ أيضاً اعتناق قبائل التتار للإسلام.
انتشار الإسلام من خلال القلوب
إن الدين الإسلامي لم ينتشر عبر السيف أو العنف، بل بفضل المحبة والإيمان الذي يسكن في قلوب الناس. فمن السهل على أي شخص تخلّي عن شيء فرض عليه قسراً، ولكن ذلك لم يحدث في تاريخ الإسلام. في عصرنا الحديث، هناك بعض الدول والجماعات التي تروج لمزاعم تصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب، مما يعد ادعاءات باطلة تواجهها قيم الإسلام السامية وتعاليمه المتعددة التي تتسم بالرحمة والعطاء.
إن التحدي الذي يواجه المسلمين في العصر الحالي يكمن في كيفية التأكيد على أنهم ضد كل ما يسيء إلى صورة الإسلام الحقيقية.
رفض التطرف وتعزيز القيم الإسلامية
من الضروري على المسلمين أن يرفضوا أي منهج متطرف تتبعه جماعات لا تعبر عن قيم الدين الحقيقية. إن الأعمال الإرهابية المتكررة التي ترتكبها هذه الجماعات تستوجب إدانة شاملة من جميع المسلمين، ويجب عليهم توضيح أنها تتعارض بشكل كامل وصريح مع مبادئ الدين الإسلامي. يتعين على المسلمين التزامهم بتعريف حقيقة الإسلام وسماحته، وتحديد الضوابط التي تحكم سلوكهم في حالات النزاع، مثل عدم استهداف المدنيين أو تدمير الممتلكات دون سبب يذكر.
ولا يجب أن يغفل المسلمون عن دور الإعلام في نشر صور المشاهد القاسية التي تسيء إلى الدين وقيمه، مما يتطلب أن يكون لديهم القدرة على الرد والوضوح في طرح قضاياهم.
دعوة المنحرفين وتوحيد الصفوف
يجب أن تكون هناك دعوة صادقة إلى المسلمين الذين انحرفوا عن المسار الصحيح للعودة إلى جادة الصواب، فالمسلم ملزم بسعيه لإرشاد البشرية نحو الإسلام الصحيح ومنهج التوحيد الخالص. وكما فعل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما حاور الخوارج، فهو يعد قدوة للمسلمين في كيفية التعامل مع تلك الجماعات، إذ لم يقاتلهم إلا بعد أن بدؤوا بالاعتداء على المسلمين.
إن هذه المساعي تمثل ضرورة ملحة في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية وتوجيه شبابها نحو فهم عميق ومستنير للدين.