هل حقق الاستمطار الاصطناعي نجاحًا في السعودية

انطلاق مشروع الاستمطار الصناعي في السعودية
في مواجهة الطلب المتزايد على المياه العذبة، أطلقت المملكة العربية السعودية مشروع الاستمطار الاصطناعي كاستجابة فعّالة لمشكلة نقص هطول الأمطار. وتعاني البلاد من انخفاض متوسط هطول الأمطار الذي يصل إلى حوالي مئة ملم سنويًا، مما يساهم في دفع عجلة الزراعة وارتفاع عدد السكان. لذلك، قررت الحكومة البدء في المرحلة الأولى من عمليات البذر السحابي، مستهدفة مناطق مثل الرياض والقصيم وحائل.
كيفية تنفيذ التقنية في المملكة
تتم عملية الاستمطار الصناعي في السعودية من خلال استخدام طائرات ترسل مواد معززة من ارتفاعات شاهقة، هذه المواد – مثل بروبان السائل، الفضة، ثنائي أكسيد الكربون، واليود – تعمل على تحفيز السحب لتساقط الأمطار. الجليد الناتج عن هذه المواد يساعد في تكوين بلورات تؤدي إلى زيادة معدلات هطول الأمطار على المناطق المستهدفة.
نجاح مبادرة الاستمطار في المملكة
حققت تقنية الاستمطار الاصطناعي نجاحًا ملحوظًا في المملكة، حيث لاحظت العديد من المناطق مثل القصيم والرياض وحائل زيادات في كميات الأمطار إنفاذًا لهذه التقنية. أعلن المركز الوطني للأرصاد عن بدء المرحلة الثانية من المشروع، والذي يشمل مناطق جديدة كعسير والباحة، مما يعكس التقدم المستمر في هذا المجال.
الجدوى الاقتصادية للاستمطار الصناعي
يُعتبر التقني الاستمطار الصناعي ذو تكاليف مرتفعة، حيث من المتوقع أن تصل النفقات السنوية إلى حوالي ستة مليارات ريال سعودي لاستهداف نحو أربعة وعشرين سحابة. تعتبر هذه المصاريف عائقًا أمام بعض الدول، خصوصًا النامية، التي قد لا تستطيع تحمل التكلفة المرتفعة لهذه التقنية المتطورة.
فوائد ومخاطر الاستمطار الصناعي
تتعدد المزايا الناتجة عن تطبيق تقنية الاستمطار الصناعي، منها خفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء. كما أنها قد تسهم في زيادة المحاصيل الزراعية وتعزيز المساحات الخضراء. ولكن تواجه التقنيات الحديثة أيضًا بعض السلبيات، مثل تكاليفها المرتفعة، والمشاكل السياسية المحتملة الناجمة عن تلاعب المياه، بالإضافة إلى الأضرار البيئية المحتملة لبعض المواد المستخدمة.
القضايا الشرعية المرتبطة بالاستمطار
تتعلق عمليات تشكيل السحب بالظروف الجوية الطبيعية، ويظل الاستمطار الصناعي صحيًا إذا تم وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. لا تتعارض هذه التقنية مع الآراء الدينية، بل تعتبر جائزة إذا كانت تهدف إلى النفع العام.
متى بدأت تجارب الاستمطار في السعودية
انطلقت المرحلة الأولى من برنامج البذر السحابي في أبريل 2025 في مناطق متعددة، وقد شهدت هذه الفترة مراقبة دقيقة من قبل فريق من خبراء المركز الوطني للأرصاد. الحلول التي تم تنفيذها تأتي في إطار الاستجابة للتحديات البيئية والتنموية في المملكة وتستمر التجارب منذ 2009.
أين تتجه هذه المبادرات
من المتوقع أن تستمر عمليات الاستمطار الصناعي في السعودية لمدة خمس سنوات، مع هدف زيادة هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 10%. هذه المبادرات هي جزء من المبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.