في أي سنة تم فرض الصلاة

في أي سنة تم فرض الصلاة

الصلاة عمود الدين وأساس الإيمان

تعد الصلاة بمثابة الفاصل الجوهري بين الكفر والإيمان، حيث تمثل عمود الدين الإسلامي. تعتبر الصلاة أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة في الموقف العظيم؛ فإن كانت صلاته مقبولة وصالحة، كان لذلك تأثيرًا إيجابيًا على سائر أعماله، أما إذا كانت غير مقبولة، فقد بطل عمله وضاع.

تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وتركها يُعتبر كفرًا بالله تعالى، حيث يحاسب تاركها بشدة في الآخرة. يقول الله تعالى "ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين" [المدثر: 42-43]. ومن هنا، فإن إهمال الصلاة يُظهر ابتعاد العبد عن دين الله، كما أن الشخص يُعذّب على تركها في قبره. وقد جاء وعيد شديد من الله سبحانه وتعالى لمؤخري الصلاة عن أوقاتها؛ لذا، فإنه من الضروري أداء الصلاة في الوقت المحدد الذي حدده الله تعالى، وفقًا للطريقة التي وردت في الكتاب والسنة.

الإسراء والمعراج فرض الصلاة

عندما عُرج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى، وصل إلى سدرة المنتهى، ثم دنا من الله تعالى. كما ورد في الآيات الكريمة، أوحى الله للنبي بما أراد أن يُوحى له، وكان من بين تلك الأوامر فرض الصلاة، إذ فرضت خمسين صلاة في اليوم والليلة.

عند عودته، مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على النبي موسى، الذي سأله عن ما أمره به ربه. أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بفرض خمسين صلاة، فأوصى موسى النبي بالعودة إلى الله وطلب التخفيف، معتبراً أن هذا العدد سيكون فوق طاقة أمته.

تناقص عدد الصلوات

استجاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنصيحة موسى، وعاد إلى ربه يطلب التخفيف. خفّض الله عدد الصلوات بمقدار عشرة، فأصبح العدد أربعين صلاة. ومع ذلك، عندما أخبر النبي موسى بهذا الرقم، طلب منه العودة مجددًا، حتى استمر النبي يتردد بين الله وموسى، مما أدى في النهاية إلى خفض العدد إلى خمس صلوات.

بعدما أصبح العدد خمسًا، أوصى موسى النبي مرة أخرى بالعودة إلى الله، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد استحى من ربه. انتهى الأمر بقبول النبي بهذا العدد، حيث نودي من قبل الله لقد أُحكمت صلاة عبادي، فهي خمس ولكن تُحتسب خمسون. وعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، أخبر قريش بما رأى، وفي الصباح نزل جبريل وأعلم النبي بكيفية أداء الصلاة وأوقاتها.

الخلاف حول توقيت فرض الصلاة

تُعَدُّ الصلاة فرضًا تم تحديده خلال رحلة الإسراء والمعراج، غير أن المؤرخين يختلفون حول السنة التي وقعت فيها هذه الحادثة، إذ يُقال إنها كانت في نفس سنة البعثة، أو بعد البعثة بخمس سنوات، أو حتى بعد عشر أو اثنتي عشر أو ثلاث عشرة سنة من النبوة.