كيفية وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

كيفية وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

يوم وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام

شهد اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشر للهجرة فقدًا عظيمًا للأمة الإسلامية، حيث رحل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء وأطيب خلق الله. لم يكن هذا اليوم مجرد حدث عابر، بل كان لحظة قاسية مليئة بالألم والحزن، حيث فقد المسلمون أعز الناس إلى قلوبهم، بالإضافة إلى انقطاع الوحي الذي كان يفيض عليهم بالمعلومات والإلهام.

كان للنبي عليه الصلاة والسلام دراية بموته، إذ كان يعلم أن الموت هو حق على كل حي. قال تعالى "إنك ميت وإنهم ميتون"، كما أشار في سورة الفتح إلى قرب أجله. في خطبة له خلال حجة الوداع، أعلن النبي شيئًا من هذه العلامات، قائلاً لعلي "لا ألقاكم بعد عامي هذا". ورغم ذلك، كان الصحابة يعيشون في حالة من الإنكار لهذه العلامات بسبب عمق حبهم وتعلقهم بنبيهم، ولم يدركوا تمامًا معنى تلك الإشارات.

بدأت الأعراض الصحية للنبي بعد عودته من دفن أحد أصحابه في البقيع. بينما كان يتواجد في بيت السيدة عائشة، تفاعل معها بكلمات مرحة قبل أن يداهمه التعب. استمر مرضه لمدة ثلاثة عشر يومًا، خلالها استأذن نساءه ليقضي أيامه الأخيرة في بيت عائشة، حيث وافته المنية في حضنها، وهو يردد عبارات طلب الرفقة مع الأنبياء والصديقين، ويطلب الله أن يجمعه مع الرفيق الأعلى.

أما عن سبب وفاته، فتشير بعض الروايات إلى أن يهودية من خيبر قدمت له كتف شاة كانت قد دسّت فيها السم. كان النبي يحب لحم الكتف، ودعا بعض أصحابه لمشاركته الطعام. لكن وحي الله أخبره بالامتناع عن تناوله، فأمر الصحابة بالتوقف. خلال مرضه، زارته أم مبشر، وهي والدة صحابي توفي نتيجة تناول الكتف. سألته عن حاله، فأجابه بأنه يشعر بأثر السم. وبينما كان الصحابة يراقبون حاله، أدركوا بأن الله قد منح نبيهم المرتبة العالية كشهيد، إلى جانب مقام النبوة.