الصناعات في إيران

الصناعات في إيران

مقدمة عن إيران

إيران، المعروفة رسميًا باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقع في منطقة غرب آسيا. يُعنى اسم "إيران" باللغة الفارسية بـ "أرض الأريين"، وقد كانت تُعرف سابقًا ببلاد فارس. تبلغ مساحة الجمهورية نحو 1,648,000 كيلومتر مربع، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 45 مليون نسمة. يتوزع السكان بشكل رئيسي في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، حيث تُعتبر التربة غنية ومصادر المياه وفيرة. تشهد هذه المناطق ازدحامًا سكانيًا يتجاوز 50% من مجموع السكان، بينما تعد طهران العاصمة هي المركز الرئيسي للعديد من الصناعات. كما تُعتبر مدن مثل شيراز، أراك، وهمدان من المدن ذات الكثافة السكانية العالية التي تضم العديد من المنشآت الصناعية.

التنوع في الإنتاج الزراعي والصناعات الأساسية

يوفر اتساع الأراضي وإمكانياتها المناخية المتنوعة أساسًا لنمو العديد من المنتجات الزراعية، سواء كانت حيوانية أو نباتية. تُعد الصناعات الغذائية، بكل من نوعيها النباتي والحيواني، العمود الفقري للصناعة الإيرانية، وبشكل خاص، يتميز قطاع صناعة السجاد بمكانة رائدة في هذا السياق، حيث يحتل المرتبة الأولى في عدد المصانع وعدد العمال العاملين في هذا المجال. من المعروف أن الصناعات النسيجية تحتاج إلى عدد أكبر من العمالة مقارنةً بقطاعات صناعية أخرى، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية.

الصناعات الثقيلة ودور الحكومة

تسهم مجموعة من الصناعات، مثل صناعة الإسمنت والطابوق والزجاج والمواد الكيميائية، بشكل كبير في الاقتصاد الإيراني. قامت الحكومة الإيرانية بتطبيق مجموعة من السياسات التي تهدف إلى تطوير القطاع الصناعي، ونجحت في تحقيق تقدم تكنولوجي ملحوظ. بدأ هذا التطوير في قطاع صناعة السيارات المدنية، ومن ثم توسع ليشمل مختلف الإقطاعات الصناعية. بحلول عام 1979، كانت إيران قد تمكنت من إنتاج حوالي 190 ألف سيارة، بالرغم من أن تلك الصناعة كانت تعتمد أساسًا على التجميع. ومع تزايد الاتجاه نحو اقتصاد السوق الحرة، بدأت الحكومة في التركيز على صناعة قطع غيار السيارات.

الزيادة الملحوظة في الإنتاج

تعتبر السياسات الجديدة التي اعتمدتها الحكومة لها تأثير كبير على تطوير قطاع صناعة السيارات، حيث ارتفع إنتاج السيارات إلى 1.4 مليون وحدة بحلول عام 2009. أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في فرص العمل بهذا القطاع، حيث يقدر عدد العاملين في صناعة السيارات بحوالي 100 ألف شخص، بالإضافة إلى العاملين في الشركات التي تُنتج قطع الغيار والصيانة للسيارات المُصنعة.

التعاون الدولي وتأثيره

ساهمت سياسة الحكومة في إبرام عقود مع شركات أجنبية لنقل التكنولوجيا الصناعية إلى إيران في تسريع تطوير قطاع السيارات، مما جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع الناشئ. هذا التعاون الدولي يمثل أحد العناصر الأساسية التي تساهم في النهوض بالصناعات الإيرانية وتحقيق التنمية المستدامة.