خطر بعض المواد المستخدمة في حياتنا اليومية على الصحة والبيئة

تأثير المواد الكيميائية على صحتنا والبيئة
في العصر الحديث، أصبح استخدام المركبات الكيميائية والمواد الضارة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بينما نعي بعض هذه المواد وآثارها السلبية، نجد أنفسنا نستخدمها في العديد من جوانب حياتنا اليومية، بينما يظل خطر العديد منها غير معروف للكثيرين.
لقد منح الله جسم الإنسان والبيئة القدرة على التعامل مع المواد الغريبة، إذ يمكنهما معالجة هذه المواد الضارة بطريقتهما الخاصة. إلا أن التعرض المستمر والمزمن لمثل هذه المواد يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للصحة، مما يعرض الأفراد لأمراض متعددة.
الكيميائيات المنزلية وتأثيراتها الضارة
تتواجد مواد التنظيف المختلفة في كل منزل، مثل سائل الجلي ومسحوق الغسيل والمبيضات والمطهرات، إضافة إلى معطرات الجو ومناديل التنظيف. تحتوي هذه المواد على مجموعة من الكيميائيات السامة، مثل كلوريد الصوديوم، والستيرين، وسلفونات الألكيل البنزينية، والإنزيمات العضوية، مما يشكل خطراً على صحة الأسرة. فعند استنشاق هذه المركبات أو ملامستها، يمكن أن تسبب حروقاً جلدية، وصعوبات في التنفس، بالإضافة إلى الحساسية وأمراض جلدية خطيرة.
تؤثر هذه المواد ليس فقط على صحة الأفراد، بل أيضاً على البيئة. فعند تسرب هذه المواد إلى المجاري المائية أو تبخرها، يمكن أن تؤدي إلى تلوث بيئي واسع النطاق.
المخاطر الناتجة عن الزراعة وصناعة الأغذية
تسهم الزراعة في استخدام المواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية والأسمدة، بينما تشمل صناعة الأغذية استخدام الصبغات والنكهات والمواد الحافظة. العديد من مواد التعبئة، بالأخص تلك المصنوعة من البلاستيك، تعد ضارة للصحة والبيئة. فمادة بيسفينول المستخدمة في تصنيع عبوات الطعام تتواجد أيضاً في زجاجات الأطفال، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مثل اضطرابات هرمونية وسمنة.
وتعتبر الصبغات الغذائية وما تحتويه من مواد مثل البنزين، مصدر قلق، حيث يرتبط بعضها بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الدم، مشكلات سمعية، وصعوبات في التركيز. كما أن المضافات الغذائية خاصة تلك التي تحتوي على مادة "BHA"، لها تأثيرات سلبية على الجهاز الهضمي.
المواد الخطرة في مستحضرات التجميل
تتواجد عدة مواد خطرة في مستحضرات التجميل، مما يستدعي الحذر
- الرصاص موجود في أقلام الحمرة، يمكن أن يخترق الجلد ويصل إلى العظام، مما يؤثر على مستوى الكالسيوم فيها.
- الألمنيوم موجود في مزيلات العرق، حيث يُعتقد أنه يساهم في تدهور صحة الدماغ.
- الزئبق يتواجد في الماسكارا، وقد تكون له آثار ضارة على الصحة العقلية.
- البارابين يمتص من خلال الجلد من الكريمات والصابون، وقد يساهم في ظهور سرطان الثدي.
تتخلص هذه المواد، كغيرها، عبر مياه الصرف الصحي، وقد وُجدت تركيزات مرتفعة منها في الأنهار والجداول، مما يتسبب بأضرار صحية للكائنات البحرية ويسبب اختلالات بيئية ملحوظة.
إن الفهم الأفضل لمخاطر هذه المواد يدفعنا نحو اتخاذ خطوات أكثر وعياً في استخدام المواد الكيميائية والحفاظ على صحتنا وصحة البيئة.