أسباب نزول سورة الملك وفضلها

مقدمة حول سورة الملك
سورة الملك تُعتبر من السور المكية في القرآن الكريم وتحتوي على ثلاثين آية، حيث تأتي في المرتبة السادسة والسبعين ضمن ترتيب السور. تقع هذه السورة في الجزء التاسع والعشرين، وتحمل أيضًا اسم “سورة تبارك”. سُميت السورة بهذا الاسم تيمناً بالآية الأولى التي يبدأ بها النص، حيث يقول الله تعالى “تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير”.
مواضيع سورة الملك
تتناول سورة الملك مجموعة من الموضوعات الهامة، حيث تبرز قدرة الله تعالى على البعث والنشور، وهو ما كان يُنكر من قبل المشركين. كانت اعتراضاتهم تدور حول كيفية إحياء الأجساد بعد أن تصبح ترابًا وعظامًا، فيُظهر الله تعالى لهم بعض من عجائب خلقه، مثل خلق السماوات والحياة والموت، ليؤكد لهم أنه القادر على إحيائهم للحساب. كما تتحدث السورة عن العذاب الذي ينتظر الكافرين في نار جهنم، وما سيواجهونه من شهيقها وغضبها، بالإضافة إلى اعترافهم بذنوبهم عند نزول العذاب عليهم وتكذيبهم للرسل.
عجائب القدرة الإلهية
تستعرض السورة أيضًا بعضًا من عجائب قدرة الله في خلق الكون، وتُشير إلى ما يمكن أن يُصيب أولئك الذين يكذبون بالله ورسوله ويُنكرون البعث يوم القيامة. تُذكر السورة أن لا أحد يستطيع إنقاذهم من العذاب إن أراد الله بهم ذلك، محذرةً الناس من الاعتبار بما حدث للأمم السابقة التي هلكت بسبب تكذيبها للرسل وكفرها بالله.
أسباب نزول السورة
كما هو حال معظم السور القرآنية، نزلت سورة الملك متفرقةً، ولذلك تأتي أسباب نزول الآيات فيها متنوعة. من بين الأسباب هو أن المشركين في مكة كانوا يتحدثون عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من وراء ظهره، متبادلين حديثهم بشكل سري لتجنب سماعه. وقد نزلت الآية “وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور”، لتُظهر أن الله تعالى، خالق الإنسان، يعلم ما يُحاط به من أسرار وظواهر. لذا فإن العمل الصالح في الإسلام يقوم بشكل أساسي على النوايا الخالصة.
فضل سورة الملك
برغم الفضل الكبير الذي يتمتع به القرآن الكريم بصورة عامة، إلا أن بعض السور تتفرد بفضل خاص بها. ومن هذه السور، سورة الملك التي ذُكر في فضائلها العديد من الأحاديث. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر”، إذ أنها تشفع لصاحبها إذا كان من أهل الذنوب والمعاصي. وقد ورد أن من يقرأها كل ليلة سيكون له حصنٌ ومانعٌ من عذاب القبر، مما دفع الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى تسميتها “المانعة” في عهد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لأنها تقي صاحبها من عذاب القبر.