أول من قام بتجميع القرآن الكريم

أول من قام بتجميع القرآن الكريم

مقدمة عن القرآن الكريم

إن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي تعهد بحفظه بصفته شريعة خالدة تمتد إلى يوم القيامة. لقد نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال أمين الوحي، جبريل عليه السلام، كجزء من رسالة إلهية صادقة.

بداية الوحي

بدأ الوحي عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء خلال ليالي طويلة، وعندما جاءه جبريل عليه السلام، أوحى إليه بكلمات الله الخالدة، وكان أول ما نزل في سورة العلق هو قوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق). لقد شكلت هذه الآيات البداية للتواصل الإلهي بين الله ورسوله، والذي عُرف فيما بعد بالقرآن الكريم.

توثيق القرآن

أثناء فترة نزول القرآن، كان عدد من كبار الصحابة يتكفلون بتدوين آيات الوحي، كونهم معروفين بحفظهم وإتقانهم وأمانتهم. قام هؤلاء الكتاب بكتابة القرآن على ما كان متاحاً من مواد مثل الرقاع والجلد. يُعتبر هذا العمل أول بلورة للقرآن الكريم في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُوجه بإرشاد أمين الوحي ليجمع الآيات في أماكنها المحددة ويسردها في سور وُضعت كما أراد الله.

فترة حروب الردة

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تولى سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلافة المسلمين. واجهت الأمة الإسلامية تحدياً جديداً تمثل في ظهور المرتدين، مما اضطر الخليفة لمحاربة هؤلاء حتى يعودوا إلى الحق. وقد شارك في هذه الحروب عدد كبير من حفظة القرآن الكريم، مما أسفر عن فقدان جزء كبير منهم في المعارك. وجدت هذه الظروف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعو الخليفة أبو بكر لجمع القرآن في كتاب واحد، حفاظاً عليه من الفقدان.

خطوات جمع القرآن

استجابةً لنداء عمر رضي الله عنه، قام أبو بكر الصديق بتكليف زيد بن ثابت الذي كان من كبار كتّاب الوحي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بكتابة المصحف. تم نسخ القرآن بشكل دقيق حسب ما هو محفوظ في صدور حفّاظه. احتفظ أبو بكر بهذه النسخة، ثم انتقلت إلى عمر بن الخطاب بعد وفاته، وأخيراً إلى ابنته حفصة.

الجمع الكامل للقرآن

في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، تم جمع المسلمين على مصحف واحد. وقد عمل عثمان على وضع نسخ تجمع بين القراءات المختلفة للقرآن، ليُحرم الاختلاف بين المسلمين فيما يخص كلام الله. لقد كان عمله ذا أثر عظيم، جزاه الله خيراً عن الأمة الإسلامية.