عدد الأحزاب في القرآن

أرسل الله تعالى الأنبياء مبشرين ومنذرين ليكونوا هداة للبشر، حيث تمكّنوا من إنقاذهم من الشرك والضلال، وقادهم إلى الصراط المستقيم وعبادة الله وحده. لم يكن هناك أي مجتمع يخلو من نذير، ولكل نبي آية أو معجزة تميز نبوته، وكانت تلك المعجزات تتناسب مع ما كان يشتهر به كل قوم.
كان قوم النبي موسى عليه السلام معروفين بالسحر، لذا كانت معجزته تتعلق بطبيعة ما يمارسونه. أما قوم النبي عيسى عليه السلام، الذين برعوا في الطب، فقد جاء النبي عيسى بمعجزات شبيهة، حيث أعاد الحياة إلى الموتى بإذن الله، وعالج الأكمه والأبرص، بالإضافة إلى العديد من المعجزات الأخرى. وفي حين أن خاتم الأنبياء، محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بمعجزة القرآن الكريم، فإن قومه كانوا معروفين بالفصاحة والبلاغة، ومع ذلك عجزوا عن الإتيان بمثله، وهذا الكتاب العظيم يصلح لكل زمان ومكان، حيث يحمل في طياته أخبار الماضي والمستقبل.
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزّل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الوحي الذي أوحاه جبريل عليه السلام. يُعتبر القرآن دستورنا ومنهج حياتنا، حيث نستمد تعاليم ديننا وأمور دنياّنا منه. يتوجب علينا اتباع أحكامه كما وردت، دون تحريف أو اختيار ما يتناسب مع أهوائنا الشخصية. كما ينبغي علينا التعلم منه وفهم معاني آياته وتفسيرها، بالإضافة إلى ترتيله وقراءته كنوع من العبادة لله. ومن لم يستطع حفظه كاملاً، فما عليه إلا أن يحفظ ما يتيسر له.
يُشير مصطلح “الحزب” في القرآن إلى عشر صفحات من نصه الكريم، وبالتالي فإن عشرة صفحات تشكل نصف جزء من أجزاء القرآن، الذي يتكون من ثلاثين جزءًا، مما يعني أن هناك ستون حزبًا في المجموع.
يتضمن القرآن الكريم مجموعة من السور المدنية والمكية، حيث نزلت بعض السور في مكة المكرمة، بينما نزلت أخرى في المدينة المنورة بعد الهجرة. لكل سورة سبب في نزولها، ويبلغ العدد الكلي للسور مئة وأربع عشرة سورة، بدءًا من سورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الإخلاص. يجب على كل فرد تخصيص وقت يومي لقراءة جزء من القرآن، ومن المستحسن أن لا يقل عن حزب واحد يوميًا، أي عشر صفحات. ومن فضل الله وكرمه، فإن كل حسنة تُعتبر بعشر أمثالها، وقد يعطي الله أضعافًا كثيرة لمن يشاء، حيث يُجزى الواحد على قراءة كل حرف بعشر حسنات. على سبيل المثال، كلمة (الم) لا تُحسب كحرف واحد، بل تتوزع كألف ولام وميم، مما يعني أن ثوابها يبلغ ثلاثين حسنة.