العلاج والدواء من خلال القرآن الكريم

الشفاء في القرآن الكريم إيمان وتجربة
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مع علمه بمصلحته ومضرته، إذ يتعرض الفرد للعديد من الأمراض والوعكات الصحية نتيجة التعرض للبكتيريا والفيروسات وغيرها من الآفات. وكما أن الله قد أوجد الداء، فقد خلق معه الدواء. من أكبر الأدوية التي يمكن أن يستعملها الإنسان لمواجهة أمراضه هو القرآن الكريم، الذي يُعد كلام الله تعالى، فهو يحتوي على النور والسكون والسرور. كما جاء في قوله سبحانه وتعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا". إن من معجزات هذا الكتاب الذي أُرسل عبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو قدرته على شفاء البشر من مختلف الأمراض، لكن يُشدد على أن القرآن يشفي بإذن الله فقط أولئك الذين يؤمنون.
وليس من الغريب أن يحدد الله الفئة التي تنال الشفاء بإذنه من خلال القرآن، فالمؤمنون هم الذين يثقون تمامًا بأن الشفاء بيد الله. فقد كانت قراءة القرآن مصدر شفاء عاجل لهم، حيث كانوا يعتمدون عليه في علاج آلامهم. نذكر في هذا الصدد ما فعله الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما زار أحد المسلمين المريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب مع وضع يده على موضع الألم، مما أدى إلى شفاء الرجل بفضل الله. ولدى استشهاد عمر، عانى هذا الرجل من مرض جديد، فطلب من معالجيه أن يقرأوا عليه فاتحة الكتاب كما فعله عمر سابقًا. عندما قرأ المعالج الفاتحة ووضع يده على موضع الألم وسأله عن حاله، أجابه بأنه بخير، لكن المعالج قال "إن الفاتحة هي ذاتها، لكن أين يد عمر"، مما يدل على أن الإيمان والتصديق بقدرة الله هما المفتاح لفهم سر الشفاء وواقعه.
في كتابه العزيز، ذكر الله تعالى العديد من الآيات التي تشير إلى أن القرآن يحمل الشفاء للنفس والجسد. يقول الله تعالى في سورة الشعراء "وإذا مرضت فهو يشفين". كما ذكر في سورة يونس "قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور". وقال في سورة فصلت "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء". إن هذه الآيات وما شابهها تمثل وعدًا إلهيًا بأن الشفاء موجود في كلامه الكريم، ولكن يتطلب الأمر منا أن نؤمن بذلك أولًا، حتى تتوافق أقوال الله مع أفعالنا ومعتقداتنا.