جزيرة تاروت وجهة ساحرة في قلب الخليج العربي

مقدمة
تقع إحدى الجزر العربية المميزة في القارة الآسيوية، وبالتحديد في شبه الجزيرة العربية داخل الأراضي السعودية. تقع الجزيرة في الجزء الشرقي من محافظة القطيف، على بعد ستة كيلومترات من سواحل الخليج العربي (خليج كيبوس). تمتد إحداثياتها على خط الاستواء في نطاق دائرة عرض 26 درجة شمالًا وخط طول 50 درجة شرقًا. تصل مساحتها الإجمالية إلى حوالي 70 كيلومتر مربع، ويقطنها ما يزيد عن 78 ألف نسمة.
أصل التسمية
يعود اسم الجزيرة إلى الإلهة عشتار، التي ترتبط بمعانٍ متعددة تشمل الحب والحرب. تعتبر هذه الإلهة رمزًا للحياة وله سمات مرتبطة بأسد الغابة، وهو الاسم الذي استخدمه سكان بابل وكنعان والفينيقيون.
المناخ
تتسم الجزيرة بمناخ جاف مثل العديد من مدن الخليج. خلال فصل الصيف، الذي يمتد من مايو إلى سبتمبر، يكون الطقس رطبًا بشكل ملحوظ. في المقابل، تظل الأجواء معتدلة في الأشهر الأخرى، حيث تتراوح درجات الحرارة نهارًا بين 18 و22 درجة مئوية، بينما تنخفض ليلاً إلى ما بين 8 و13 درجة مئوية.
الاقتصاد
تعتمد الجزيرة على ثلاثة قطاعات رئيسية في اقتصادها
الزراعة يعتمد حوالي 30% من سكانها على هذا القطاع، حيث تُزرع محاصيل متنوعة مثل الفواكه (الموز، والعنب، والتين) والخضار (الطماطم، والبصل) بالإضافة إلى أشجار النخيل.
صيد الأسماك تُعد الجزيرة مركزاً رئيسياً لتصدير السمك إلى العديد من المدن السعودية، وخصوصًا في المنطقة الشرقية.
- الصناعات تشمل التصنيع في مجالات متنوعة مثل صناعة الطوب، والإسمنت، والحجر، والرخام.
التاريخ والحضارات
تمتاز الجزيرة بتاريخ عريق حيث سكنتها العديد من الحضارات القديمة، مما يتجلى في الآثار المتبقية مثل البيوت المبنية من الحصى والجص في قرية الربيعية. ومن بين الحضارات القديمة التي عاشت فيها الفينيقيون والساسانيون.
المعالم الأثرية
تعتبر قلعة الجزيرة من أبرز المعالم التاريخية فيها، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة بين عامي 1512 و1515 ميلادي. تقع القلعة في الجانب الجنوبي الغربي من حي الديرة. على الرغم من أنه لا يُعرف تاريخ الحضارة التي شيدت القلعة، إلا أن العديد من علماء الآثار يشيرون إلى أنها بُنيت على يد سكان القطيف للدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات البرتغالية. بينما يعتقد آخرون أن البرتغاليين هم من قاموا ببنائها لحماية أنفسهم من الهجمات العثمانية.
تتكون القلعة من أربعة أبراج وبئر ضحل كان يُستخدم لتخزين المواد الغذائية أثناء فترات الحصار والحرب، كما تضم القلعة متحف الرياض الوطني الذي يحتوي على مجموعة قيمة من التحف الأثرية القديمة.