كيفية السيطرة على أحلامك

استكشاف المفاهيم العلمية في الأحلام من فكر فاينمان إلى أبحاث لابيرج
في كتابه الشهير "بالتأكيد أنت تمزح يا سيد فاينمان" (Surely You’re Joking, Mr. Feynman)، يعرض عالم الفيزياء المعروف ريتشارد فاينمان رؤاه حول مجموعة متنوعة من التجارب الشخصية المثيرة للاهتمام، ما يساهم في فهم أعمق للظواهر الطبيعية. يعتبر فاينمان واحدًا من أبرز العلماء الذين كان لهم تأثير كبير في تطوير الميكانيكا الكمية، بالإضافة إلى دوره في صناعة القنبلة الذرية، وأسهماته في تكنولوجيا النانو. من خلال هذا الكتاب، لا يتردد فاينمان في مشاركة ملاحظاته حول مواضيع تتراوح بين سلوك النمل إلى القدرات البشرية.
من بين التجارب المثيرة التي قام بها، تجربة استكشاف الوعي أثناء النوم تُظهر كيف يتجلى الفارق بين حالة الوعي وحالة اللاوعي. في هذه التجربة، بدأ فاينمان بمراقبة نفسه بينما كان نائمًا، محاولًا تحديد اللحظة التي ينقطع فيها التفكير. مثيرًا للدهشة، وجد أنه يمكنه أن يشاهد أشخاصًا وأحداثًا في أحلامه، كما أنه استطاع رؤية الألوان بوضوح، بعيدًا عن الفكرة النمطية للأحلام التي تظهر بالأبيض والأسود. على مدى أسابيع، تمكن من التحكم في بعض أحلامه، حتى أنه تذكر تفاصيل دقيقة كما رأى فتاة ذات شعر أحمر طويل يتلألأ تحت أشعة الشمس، وسأل نفسه "هل يمكنني رؤية التفاصيل بشكل أوضح"
وفي هذا السياق، قام الدكتور ستيفن لابيرج بأبحاث منهجية أكثر حسمًا تتعلق بالأحلام الواضحة. وقد نشر لابيرج أبحاثه في مجلات علمية محكّمة، مما أكسبه سمعة طيبة في مجاله. تتضمن أبحاثه مجموعة من التجارب التي تركز على الفروقات الزمنية بين الوعي واللاوعي، بالإضافة إلى تحليل الإشارات الكهربائية في الدماغ أثناء الحالة الواعية مقارنة بالحلم. كما تناول في أبحاثه مواضيع مثل النشوة الجنسية أثناء النوم، وأصدر كتابًا تجريبيًا حول موضوع الأحلام الواضحة.
يمكن للمهتمين بهذا الموضوع زيارة موقع على الإنترنت بعنوان "رؤيا الحلم" (Dream Views)، الذي يعنى بالأحلام الواضحة، حيث يكون الحالم مدركًا أنه في حلم. يمكن للحالم أن يكتشف شيئًا غير منطقي في حلمه، مما يؤدي به للتساؤل عما إذا كان يحلم بالفعل. توجد أيضًا تقنيات يمكن للحالم استخدامها للبقاء في حالة وعي أثناء الدخول إلى عالم الأحلام، ولكن عليه أن يكون حذرًا، حيث قد يستيقظ بمجرد إدراكه أنه في حلم.
يعد سر التحكّم بالأحلام هو إدراك الحالم أنه في حالة حلم، عن طريق التعرف على العناصر غير المنطقية. لكن كثيرًا ما يتقبل الناس هذه العناصر غير المنطقية بلا أدنى شك، وذلك لأن الجزء المسؤول عن النقد والتحليل في المخ يكون في حالة منها. الأسلوب الأمثل هو أن يعتاد الفرد على مراجعة واقعه أثناء اليقظة ليتمكن من القيام بذلك أثناء النوم. ومن الطرق البسيطة لاختبار هذا الأمر، يمكن للحالم أن ينظر إلى ورقة، ثم يشتت نظره ليعاود النظر لاحقًا. غالبًا ما ستظهر تلك الورقة بمعلومات مختلفة، مما يُبرز العمق المدهش لعالم الأحلام.