معالم سبسطية الأثرية

معالم سبسطية الأثرية

تاريخ قرية سبسطية

تعتبر قرية سبسطية واحدة من القرى الفلسطينية البارزة، وتقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة نابلس. تمتاز هذه القرية بموقعها الجغرافي الذي يتربع على ربوة تتميز بأشجار اللوز والزيتون الخلابة، مما يوفر مناخا رائعا لسكانها. تحمل سبسطية تاريخًا عريقًا يعود لأكثر من 3000 عام، حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات والإمبراطوريات. تبلغ مساحتها حوالي 60 دونما، ويعيش فيها قرابة 4000 نسمة على ارتفاع يتجاوز 463 مترًا عن مستوى سطح البحر.

الجذور التاريخية للقرية

تعود أصول سبسطية إلى العصور الحجرية والبرونزية القديمة، وقد سُميت بهذا الاسم بناءً على "سباستي" الذي أسسها هيرودس العظيم في عام 25 قبل الميلاد، على أنقاض قرية السامرة القديمة. كانت القرية في البداية عبارة عن قلعة اشتراها الملك عمري من مالكها شامر ما بين 885-874 قبل الميلاد، ومن ثم قام بإنشاء مملكته فيها وأطلق عليها اسم شامري، الذي تحول لاحقًا إلى السامرة، بمعنى "الحارسة". في العصور القديمة، ازدهرت التجارة في القرية بفضل الفنيقيين، الذين كانوا يعملون في مجالات التجارة والملاحة، مما حولها إلى مركز ثقافي وتجاري. ومن ثم، في فترة الحكم اليوناني، تزايدت أهميتها كمركز تجاري.

التأثير الروماني

في القرن التاسع قبل الميلاد، منح الإمبراطور الروماني أوغسطس القرية كهدية لهايرودس الأكبر تقديراً لمساعدته في حروبه ضد اليونانيين. أطلق على القرية اسم "سبستيا"، الذي يعني "أغسطس" باللغة اليونانية، أي "مدينة الرجل العظيم". بالإضافة إلى ذلك، قام بتشييد معبد للإمبراطور أغسطس، بالإضافة إلى شوارع ومسارح وأعمدة.

المعالم الأثرية

تشمل المعالم الأثرية في سبسطية ما يلي

  • بازيلكيا والفورم الروماني البيادر ساحة مبلطة بالحجارة مستطيلة الشكل، تحتوي على صف من الأعمدة وخط من القواعد في الجهة الغربية، وممرات مرصوفة بالفسيفساء.
  • المسرح يقع في وسط طريق ساحة البازيلكا، ويعكس عظمة الهندسة المعمارية الرومانية.
  • معبد أغسطس يحتوي على 14 صفًا من المقاعد المرصوفة بالحجارة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، مما يعكس قوة الحضارة الرومانية.
  • برج الدفاع الهيليني يعد بمثابة خط الدفاع الأول للقرية، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث لا تزال بقايا الأعمدة موجودة بين أشجار الزيتون المحيطة.

العصور الإسلامية والاحتلال

في العصر الإسلامي، شهدت القرية افتتاحها على يد الصحابي عمرو بن العاص في عام 634 ميلادي. بعدها، سيطر الصليبيون على المنطقة قبل أن تعود للمسلمين بفضل صلاح الدين الأيوبي في عام 1187 ميلادي، حيث تم بناء مسجد بجوار كاتدرائية على مقام سيدنا يحيى عليه السلام. شهدت سبسطية، في عام 1910، حفريات أثرية أجراها الإسرائيليون، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة. اليوم، تخضع القرية للاحتلال الإسرائيلي، الذي يعيق جهود المسلمين في التنقيب عن آثارها الغنية.