محافظة حلب نظرة شاملة

محافظة حلب نظرة شاملة

محافظة حلب جغرافيا، تاريخ، وثقافة صناعية

تقع محافظة حلب في الجزء الشمالي من الجمهورية العربية السورية، وتُعتبر مركزًا حيويًا للبلاد. تُعد حلب من أكبر المحافظات من حيث الكثافة السكانية، حيث يقدر عدد سكانها بحوالي 4.393.000 نسمة.

تُعرف مدينة حلب، عاصمة المحافظة، بكونها نقطة محورية في النواحي الصناعية والتجارية والزراعية في الاقتصاد السوري. وتعتبر هذه المدينة واحدة من أقدم المدن في العالم، حيث اشتهرت بالإنتاج الزراعي والصناعات التقليدية، مما أكسبها الاسم المعروف "حلب الشهباء".

تاريخيًا، كانت حلب مهدًا للعديد من الممالك والحضارات، بدءًا من مملكة يمحاض الأمورية وصولاً إلى الحضارات الآرامية والآشورية والفارسية والرومانية والبيزنطية، وصولاً إلى الفترة الإسلامية. من المعروف أن الدولة الحمدانية اتخذت من حلب عاصمة لها. وقد أثبتت الآثار والحفريات المكتشفة في تلي السودة والأنصاري، اللتين تقعان في الجنوب من المدينة القديمة، أن المدينة كانت خاضعة للاحتلال في أواخر الألفية الثالثة.

الجغرافيا والمناخ

تتميز محافظة حلب بتنوعها التضاريسي، ما بين السهول والهضاب والجبال. يقع في شمال غرب المحافظة سلاسل جبلية تُعد قمة جبل بلبل هي الأعلى، حيث تصل ارتفاعاتها إلى 1200 متر. الجزء الشمالي الغربي من المحافظة معروف بخصوبته، حيث تكسو الأراضي الغابات والمزارع.

نهر الفرات يُقسم محافظة حلب، حيث يدخلها من الشمال الشرقي بالقرب من مدينة طرابلس، وينقسم أيضًا نهر قويق ونهر الساجور عند الجزء الشمالي من المحافظة. ومع ذلك، أثرت السدود التركية بشكل سلبي على منسوب نهر قويق. وفي السياق نفسه، يُقسم نهر عفرين المحافظة إلى قسمين، ويبلغ طوله 113 كيلومترًا، حيث أنشئ سد يُعرف بـ"سد 17 نيسان"، مما نتج عنه وجود بحيرة تمتد بطول 17 كيلومترًا بعرض يتراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات. كما تُعرف المحافظة بوفرة المسطحات المائية، بما في ذلك الينابيع والشلالات والبحيرات.

التركيبة السكانية

تتميز محافظة حلب بتركيبتها السكانية المتنوعة، حيث يقطنها العرب إلى جانب مجموعات عرقية أخرى مثل الأكراد والأرمن والشركس. يشكل العرب النسبة الأكبر من السكان، في حين أن الأكراد يتمركزون في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المحافظة، مع وجود نسبة كبيرة في مدينتي عين العرب (كوباني) وعفرين.

الصناعة التقليدية والحديثة

امتازت حلب عبر العصور بصناعاتها التقليدية العريقة، حيث شهدت المدينة تطورًا ملحوظًا في هذا المجال، واعتُبرت موطنًا لصناعة النسيج وحلج القطن وصابون الغار وزيت الزيتون. في الوقت الحاضر، تُعرف حلب بإنتاج مجموعة من الصناعات السورية والعربية، بما في ذلك صناعة السجاد، وصناعة الحديد والصلب، وآلات الزراعة، وصناعة السيراميك، والألبسة، وغيرها الكثير.