بالتخلص من وسوسة الشيطان وتحقيق الراحة النفسية

الصراع الأزلي بين الإنسان والشيطان

منذ بداية الكون، يتجلى الصراع الأبدي بين الإنسان والشيطان، حيث كان له الدور الأساسي في إغواء النبي آدم عليه السلام، عندما قاده إلى تناول الثمرة المحرمة من الشجرة التي نهى الله تعالى عن الاقتراب منها. نتيجةً لهذه الخطيئة، هبط آدم إلى الأرض ليعمرها ويعبد الله عز وجل، بينما توعده الشيطان بأن يتربص بالمؤمنين ليغويهم ويردهم عن الصراط المستقيم. وقد أمهل الله تعالى الشيطان وكل من يتبعه حتى يوم القيامة ليكون لكل منهم العقاب الذي يستحقه.

يتخذ الشيطان كل وسيلة ممكنة لإبعاد المسلمين عن اتباع شريعة الله، ويعمل على توسيع دائرة المعاصي ليوقع المخطئ في فخ الكفر. بالإضافة إلى ذلك، يسعى لإقناع الملتزمين بضرورة تخفيف عبادة الله ويزرع في نفوسهم الكسل والملل، مما يقلل من إلتزامهم حتى يصل لمرحلة السيطرة عليهم بالكامل.

تتعدد الوساوس التي يزرعها الشيطان في النفس البشرية، فكم من مرة يشعر الفرد بتشتت أثناء الصلاة، ليأتي الشيطان وينصرف بفكره إلى أمور دنيوية، بينما أراد الله تعالى أن يحمينا من هذا الاستدراج، حيث قال في محكم تنزيله "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا". فما هي الطرق والوسائل للتخلص من هذه الوساوس الخبيثة

استراتيجيات محاربة الوساوس الشيطانية

من الضروري على المرء أن يقاوم الوساوس التي يطرحها الشيطان، فأولئك الذين يستسلمون لهذه الوسوسات ينتهي بهم المطاف إلى الاكتئاب والشعور بالحزن، حتى لو شعروا في بعض الأحيان بسعادة مؤقتة. فهذه السعادة لا تلبث أن تتحول إلى كآبة، وقد تفضي هذه الوساوس إلى مشكلات صحية ونفسية، حيث توعد الله تعالى كل من يسير في طريق المعصية بعذاب المعيشة الضنكة. ومن وسائل محاربة وساوس الشيطان ما يلي

• تعزيز الإيمان والعزيمة يجب على المسلم تقوية إيمانه بالله والتأكيد على قدرته وعظمته في استحقاق العبادة وحده، والتصديق بأن ما يأمر به هو دائمًا طريق الخير الذي ينبغي اتباعه.

• الذكر وقراءة القرآن الحرص على ذكر الله تعالى وأداء الأذكار في الصباح والمساء يعد من أقوى الوسائل للتحصين ضد الشيطان، فضلًا عن قراءة القرآن الكريم والخشوع أثناء الصلاة. ينبغي الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان، خاصةً إذا تعرضت الصلاة للوساوس، والنفث ثلاث مرات عن اليسار عند تكرار تلك الوساوس.

• عدم التعمق في الوساوس من الضروري تجنب التفكير العميق في الوساوس التي يزرعها الشيطان، لعدم دفع الشخص للقيام بأفعال تتجاوز حدود ما أمر الله به.

• الطهارة والنمط الحياتي الإيجابي يُستحسن أن ينام الإنسان على طهارة، مع تشغيل القرآن الكريم في المنزل لطرد الشياطين، خاصةً سورة البقرة التي لها تأثير قوي في هذا الصدد.

بهذا الأسلوب، يمكن للمسلم أن يحصن نفسه من الوساوس الشيطانية، وأن يحافظ على إيمانه في مواجهة الأعداء من الجن والإنس، مستعينًا بالله واستغفاره دائمًا.