كيفية إخراج زكاة الفطر بشكل صحيح

كيفية إخراج زكاة الفطر بشكل صحيح

أركان الإسلام وزكاة الفطر

يستند الإسلام إلى خمسة أركان أساسية، وهي الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. ومن هذه الأركان، يُعتبر إيتاء الزكاة أحد أهم العبادات. تشمل أنواع الزكاة زكاة المال، وزكاة الذهب والفضة، وزكاة الحبوب والثمار، ومن بين تلك الأنواع أيضًا زكاة الفطر. تُعد زكاة الفطر بمثابة تطهير للصائم من الرفث واللغو، ووسيلة لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وعمل يُعبر من خلاله المسلم عن امتنانه وشكره لله تعالى على إتمام فرض صيام شهر رمضان وأداء العبادات.

تُعطى زكاة الفطر للمحتاجين من المسلمين بهدف سد احتياجاتهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم. كما تساهم هذه العبادة في تعزيز الشعور بالمودة بين الغني والفقير، مما يسمح للجميع بالاحتفال بعيد الفطر بشكل مبهج. وقد تم التأكيد على وجوب زكاة الفطر من خلال النصوص القرآنية والسنة النبوية وإجماع العلماء.

مقدار زكاة الفطر

يُحدد مقدار زكاة الفطر بصاع من طعام غالب يُستهلك في البلد، ويُخرجها الشخص في نهاية شهر رمضان نيابةً عن نفسه وأسرته. وفقًا لما أورد في حديث ابن عمر، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر بمقدار صاع من التمر أو الشعير. يُعادل الصاع حوالى كيلوين وأربعين غرامًا من القمح الجيد، لذا فهي واجبة على كل مسلم، سواء كان ذكرًا أو أنثى، كبيرًا أو صغيرًا، حرًا أو مملوكًا، وذلك بغض النظر عن كونهم صائمين أم لا، بما في ذلك المسافرين. يُستحسن أيضًا إخراج زكاة الفطر عن الأجنة، بينما لا تُفرض عليهم.

وقت إخراج زكاة الفطر

تشكل زكاة الفطر عبادة لها وقت محدد يجب الالتزام به، حيث يُعتبر اليوم الأمثل لإخراجها هو يوم العيد نفسه. يبدأ وقت زكاة الفطر مع غروب شمس ليلة العيد ويمتد حتى ما قبل صلاة العيد. يُجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، لتسهيل إمكانية الفقراء في الحصول على احتياجاتهم قبل الاحتفال. ومع ذلك، يجب عدم تأخير إخراجها إلى ما بعد صلاة العيد؛ إذ إنها لن تُعتبر زكاة فطر بل ستحسب كصدقة.

أنواع الطعام وآلية توزيع زكاة الفطر

ينبغي إخراج زكاة الفطر وفقًا لما فرضه الشرع، ويُسمح بإخراج أصناف معينة من الطعام مثل الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأرز أو العدس، ولا يُقبل تسليمها نقدًا. يعتبر البعض أن دفع زكاة الفطر نقدًا قد يتعارض مع صحيح الفريضة، كما أن قيمة النقود قد تنقص عن المقدار المطلوب. يمكن توزيع زكاة الفطر على القريب من ذوي الحاجة أو الفقراء عامة، ويسمح بإعطائها لفقراء عدة أو فقير واحد. يجب أن تُخرج الزكاة في بلد إقامة الشخص، إلا إذا وُجد فقراء في مكان آخر هم أكثر حاجة، ففي هذه الحالة يُجوز نقلها.