أصغر دولة في العالم من حيث المساحة.

أصغر دولة في العالم من حيث المساحة.

الفاتيكان أصغر دولة ولكن ذات تأثير عالمي

تُعتبر الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة، ورغم حجمها المحدود وعدد سكانها القليل، إلا أن لها مكانة رفيعة وأهمية ثقافية ودينية عالمية. يعود ذلك إلى كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية، التي يعتنقها الملايين في مختلف أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن الفاتيكان مجموعة من أرقى الأعمال الفنية والمعروضات في متاحفها وأرشيفها. كما يشتهر هذا الكيان بدفاعه عن القضايا الإنسانية والدعوة للسلام والتنمية حول العالم.

تبلغ مساحة الفاتيكان حوالي 0.44 كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى نحو 800 نسمة فقط، مما يجعلها الدولة الأقل من حيث عدد السكان. وعلى الرغم من هذا العدد القليل، تتمتع الفاتيكان بتنوع عرقي ملحوظ يشمل الإيطاليين والسويسريين، بالإضافة إلى الفرنسيين واليابانيين والإنجليز، وبعض العرب الذين يعملون في إذاعة الفاتيكان العربية ومجمع الكنائس الشرقية. نتيجة لذلك، تعدد اللغات المستخدمة في الفاتيكان، مما يجعلها بيئة متعددة الثقافات. بينما تظل اللغة اللاتينية هي اللغة الرسمية للكرسي الرسولي، والتي تُستخدم في كافة المعاهدات والوثائق الرسمية.

مركز ثقافي ذو طابع فريد

تحتل الفاتيكان مكانة ثقافية مرموقة، حيث تضم متحف الفاتيكان وكاتدرائية القديس بطرس وكنيسة سيستين، التي تحتوي على بعض من أبرز الأعمال الفنية المعروفة في العالم. وقد تم زخرفة هذه المباني من قبل فناني عصور النهضة، الأمر الذي أدرجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1984. وتُعتبر الفاتيكان الدولة الوحيدة التي تم إدراجها بالكامل ضمن هذه اللائحة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الفاتيكان دوراً حيوياً في الحفاظ على اللغة اللاتينية من خلال مؤسساتها التعليمية، حيث تصدر معاجم تحتوي على مفردات وعبارات حديثة تحت اسم "اللاتينية الجديدة"، ومن بينها معجم "ريسپنت لاتينتاتيس".

نظام مالي متكامل

تتمتع الفاتيكان بنظام مالي خاص يتمتع بسلطة مطلقة في جميع القضايا المالية، يقوده مكتب تابع للكُرسي الرسولي يضم مجموعة من الكرادلة والمستشارين الإداريين والماليين. بالإضافة إلى ذلك، هناك لجنتين رئيسيتين تتعلقان بالإدارة المالية. أولاهما تتعلق بالاتفاقية مع المملكة الإيطالية في عام 1920 التي تقضي بتعويض الكرسي الرسولي مقابل التنازل عن أراضيه، والتي قدرت قيمتها آنذاك بمليار ليرة إيطالية في السندات و750 مليون ليرة نقداً.

الفاتيكان تمنع الإعلانات والأعمال التجارية، مما يسهم في الحفاظ على الأسعار فيها rخيصة عند مقارنتها بتكاليف الحياة في روما. عملتها الرسمية هي اليورو، ويُظهر شكلها النقدي صورة البابا، حيث يتم إنتاج العملات المعدنية في مصنع صغير داخل الدولة.

في الختام، تُعد الفاتيكان نموذجاً للدولة ذات التأثير الكبير على المستوى العالمي رغم صغر حجمها، مجسدةً تلاقي الثقافة والدين والإنسانية في بوتقة واحدة.