فرسان مالطا

فرسان مالطا

فرسان مالطا تاريخ ودور

تُعتبر فرسان مالطا مجموعة ذات وضع خاص تعيش في روما الفاتيكان، حيث اعترفت بها إيطاليا إلى جانب ست وتسعين دولة أخرى، من بينها ست دول عربية وهي الأردن ولبنان ومصر والسودان وموريتانيا والمغرب. يركز الهدف الرئيسي لهذه المنظمة على جمع التبرعات وتوجيهها لدعم الدول المضيفة عن طريق برامج خيرية طبية. إضافةً إلى ذلك، تعمل على حماية الحق المسيحي في الحج إلى القدس. ومن جهة أخرى، لا تعترف إسرائيل بهذه المجموعة كدولة، ولا توجد لها أي تمثيل دبلوماسي في إسرائيل.

تتسم فرسان مالطا بطابعها المزدوج كدولة ومنظمة دولية في آن واحد، حيث يترأسها الأمير البريطاني أندرو بيرتي منذ عام 1988، ليكون بذلك أول رئيس من أصول بريطانية للمنظمة والثامن والسبعين منذ تأسيسها. ويحمل بيرتي رتبة كاردينال، ويستمر في منصبه حتى وفاته، بمساعدة مجلس يضم 26 فارساً لمساعدته في إدارة شؤون المنظمة.

تأسست منظمة فرسان مالطا عام 1050 على يد مجموعة من التجار الإيطاليين، بهدف تقديم الرعاية للحجاج المسيحيين في القدس والأراضي المقدسة. وقد شملت أنشطتها إنشاء مشفى القديس يوحنا في القدس، بالإضافة إلى مدرسة ودير. بعد السيطرة الصليبية على القدس عام 1099، تحولت الهيئة إلى ما يُعرف بالمنظمة الاستشفائية، حيث ضمت في صفوفها فرساناً متدينين عُرفوا بفرسان المشفى، وعملوا تحت رعاية الكرسي الرسولي بعد اعتراف البابا باسكال الثاني بهم.

منذ تلك الفترة، حافظت المنظمة على استقلالها عن أي سلطة مدنية أو دينية. ومع تراجع السيطرة الصليبية، انتقل الفرسان أولاً إلى قبرص ثم إلى رودس وأخيراً إلى مالطا، حيث تمتعوا بسلطة مطلقة حتى العام 1798، عندما طردهم نابليون بونابرت من الجزيرة، التي اعتبرها موقعاً استراتيجياً في حملته العسكرية على الشرق العربي. لم يُقاوم الفرسان القوات الفرنسية بسبب تنظيمهم الذي كان يحظر قتال المسيحيين آنذاك. وعلى الرغم من توقيع معاهدة أميان التي اعترفت بحق السيادة للفرسان على مالطا، إلا أنهم لم يعودوا إليها مجدداً.

استقرت منظمة الفرسان في روما عام 1834، ولا تزال تحتفظ بهويتها السيادية منذ ذلك الحين. وتواصل المنظمة توسيع أنشطتها الخيرية لتشمل جميع الشرائح والمناطق المنكوبة والمهمشة حول العالم، موفرةً الدعم والمساعدة لكافة الجنسيات والأديان.