نسب قبيلة شمر دراسة وتحليل

أهمية القبيلة في المجتمع العربي
تعد القبيلة الوحدة الاجتماعية الثانية بعد الأسرة في المجتمع العربي، وتمتلك مكانة اجتماعية عظيمة لدى الفرد، خاصة في الماضي، حيث كانت تمثل الوسيلة الرئيسية التي تؤمن الحماية للفرد وتحفظ حقوقه. لذا نجد العديد من قصائد الشعراء الجاهليين تبرز اعتزازهم بقبائلهم وتنتقد القبائل الأخرى. ومع مجيء الإسلام، تم تحذير المسلمين من التعصب للقبيلة، حيث أوضح الدين أن أعظم الناس مكانة عند الله هم أولئك الأكثر إيمانًا وتقوى.
قبيلة شمر ومكانتها
تعد قبيلة شمر واحدة من القبائل الكبرى في شبه الجزيرة العربية، حيث تمتد فروعها في مناطق متعددة تشمل شبه الجزيرة العربية، الشام، العراق، واليمن. وفقًا للروايات التاريخية، تأسست قبيلة شمر نتيجة تحالف بين عدة قبائل كانت تسكن منطقة حائل في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في منطقة تُعرف باسم "الجبلين" المتمثلين في "أجا وسلمى". وقد كانت مدينة حائل هي العاصمة لهؤلاء، حيث ساعد هذا التحالف القبلي في توسيع نفوذه والسيطرة على الأراضي المجاورة.
وقد ذكر المؤرخون العديد من الصفات المحمودة لقبيلة شمر، مثل الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف، مما ساهم في تعزيز مكانتها بين القبائل العربية الأخرى، كذلك دفع بعض القبائل للدخول في تحالفات معها.
التاريخ العسكري لقبيلة شمر
ترجع أصول قبيلة شمر إلى شمر بن عبد الله بن جذيمة بن زهير بن ثعلية بن الغوث بن طيء، وتنقسم قبيلة شمر إلى ثلاثة بطون رئيسية سنجارة، الأسلم، وعبدة، حيث تعتبر بطن عبدة من أكبر هذه البطون.
في القرن السابع الهجري، نشبت حرب بين بطون شمر مجتمعة وبين الأمير بهيج بن ذيبان الزبيدي، وتمكنت قبائل شمر الثلاث من الانتصار عليه وطرده من ملكه. وبعد ذلك، قامت بتوزيع الأراضي التي استولت عليها بين القبائل، مما أبقى كل شيخ يتحكم في منطقته دون التدخل في شؤون الآخرين. وفي عام 905 هـ، تولى الأمير علي الكبير بن عطية رئاسة عشيرة عبادة، وتمكن من توحيد المناطق المحيطة، ليشكل إمارة شمر.
تطورات إمارة شمر
تولى الأمير محمد بن عيسى آل علي قيادة إمارة شمر بعد وفاة الأمير علي، واستطاع توحيد شمال نجد، مما أدى إلى بروز إمارة الجبل تحت قيادته. وقد قام آل علي بتحالفات استراتيجية مع آل سعود لتوسيع نفوذ إمارتهم.
في هذه الأثناء، انتشرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعم من آل علي، الذين كانوا في مقدمة السلطة في نجد. ونتيجة لهذه الدعوة، تعرض الأمير محمد أمير شمر لاغتيال من قبل الأتراك، مما أتاح الفرصة لعبد الله علي الرشيد لتولي الحكم بدعمهم.
سيطرة آل الرشيد
تحت حكم آل الرشيد، خضعت هذه العائلة للسلطان العثماني وعملت على تحقيق انتصارات على جيش آل سعود، مما أدى إلى إعلان إمارة باسم إمارة آل الرشيد. ولكن، برز عبد العزيز بن فيصل آل سعود بإعادة تنظيم قواته واستئناف الهجمات على آل الرشيد، مما أسفر عن هزيمتهم في نهاية المطاف.