الإسلام عقيدة، تشريع، وسلوك

رسالة الإسلام الشاملة

تعتبر رسالة الإسلام تأصيلاً شاملاً وكاملاً يهدف إلى معالجة كافة جوانب حياة الإنسان من أجل تحقيق سعادته في الدنيا والآخرة. بينما انحرفت الأمم السابقة عن الطريق الذي حدده الله سبحانه وتعالى، وفقاً لما جاء به الأنبياء والرسل، قامت هذه الأمة بفضل الله بالتمسك بالصراط المستقيم والدين الصحيح. فهي الأمة الوحيدة التي تمتلك عقيدة ثابتة وشريعة كاملة، إلى جانب تراث أخلاقي يدعم سلوكها الرفيع في الحياة. فما هي الخصائص التي تميز بها الإسلام كعقيدة

النور في زمن الظلام

ظهر الإسلام في جزيرة العرب، التي كانت تعاني من ظلمات الشرك والضلال، حيث عبد العرب الأصنام التي صنعوها بأيديهم واتخذوها آلهة من دون الله. إلا أن الإسلام أتى كمنارة تضيء هذه الظلمات، من خلال بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله برسالة الإسلام لتصحيح الانحرافات العقيدية، وإعادة الناس إلى الطريق السليم.

توحيد لا يُعاب

تستند عقيدة المسلم إلى توحيد صحيح، لا اعوجاج فيه، يتمتع بصفاء لا تشوبه شائبة. إذ يقوم توحيد الله تعالى على ثلاثة أبعاد أساسية توحيد الربوبية، والذي يعني الاعتراف بأن الله وحده هو الخالق والرازق والمحيي، وتوحيد الألوهية، والذي يعبر عن توجيه العبادات لله وحده، وأخيرًا توحيد الأسماء والصفات، الذي يتعلق بإيمان المسلم بصفات الله كما وردت في النصوص الشرعية.

شريعة مستمدة من الوحي

تقدّم الإسلام شريعة متكاملة تعالج جميع جوانب الحياة الإنسانية، دون أن تغفل أي جانب منها. تستند مصادر الشريعة الإسلامية إلى القرآن الكريم، الذي يحتوي على العديد من الأحكام، والسنة النبوية التي تُعد مرجعًا فقهيًا للمسلمين، حيث تشمل توجيهات تتعلق بالعبادات والمعاملات وسائر الشؤون الحياتية.

تميّز الشريعة الإسلامية

ما يميز الشريعة الإسلامية هو أن قرآنها محفوظ بيده سبحانه، كما أن السنة النبوية قد تم فحصها وتمحيصها من خلال جهود علماء أجلاء، مما أفضى إلى تجميع تراث نبوي موثوق ومؤصل.

القيم الأخلاقية والسلوكية

يتضمن القرآن الكريم والسنة النبوية توجيهات غنية تشكل مرجعًا للمسلمين في تعاملاتهم، سواء مع أنفسهم أو مع الآخرين، بما في ذلك غير المسلمين. حيث لم تترك رسالة الإسلام خلقًا رفيعًا أو قيمة نبيلة إلا ودعت إليها وحثت عليها، لتكون بحق دين الأخلاق والمثل والقيم العليا، التي ينبغي على المسلم التمسك بها في جميع الظروف، حتى في أوقات الحرب.