قرض تعريفه وأهميته

قرض تعريفه وأهميته

تعريف القرض في اللغة والشرع

القرض، في معناه اللغوي، يشير إلى القطع أو الاقتطاع، مما يعني أن المقرض يقتطع جزءً من أمواله ليوفره للمقترض. أما في الإطار الشرعي، فإن القرض يُعرَّف بأنه تقديم المال لشخص معين للاستفادة منه على أن يُعاد المبلغ لاحقًا. يُعتبر القرض وسيلة إرفاق بين المسلمين، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "منحة"، حيث يُعطى المقرض المال للمقترض للاستفادة منه، ومن ثم يتعهد الأخير بإعادته.

أهمية القرض ومكانته في الإسلام

يُعَد القرض فعلاً محبباً نظرًا لما ينطوي عليه من تخفيف للضغوط المالية على المسلمين وتلبية احتياجاتهم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظم أجر القرض، حيث قال "ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقة مرة". وقد ذُكر أن القرض يعد أفضل وأحسن من الصدقة، لأنه لا يُقدم إلا للمعوزين والمحتاجين.

شروط صحة القرض

لضمان صحة القرض، يجب توفر الشروط التالية

  • أن يكون المقرض مالكًا للمال الذي يقوم بإعطائه، فلا يجوز لولي اليتيم أن يقرض جزءًا من مال اليتيم.
  • ضرورة تحديد مقدار المال المُقرض، سواء كان نقدًا أو عينًا، لكي يتمكن المقترض من رد المبلغ.
  • يُحرم على المقرض أن يُشترط زيادة في المبلغ عند سداده، حيث أجمع الفقهاء على أن أي شرط أو طلب يتعلق بالزيادة، سواء كانت هدية أو منفعة مرتبطة بالقرض، يحول القرض إلى شكل من أشكال الربا.
  • ينبغي أن يستعيد المقترض نفس قيمة المال دون أي زيادة، إذ أن القرض ليس وسيلة للتجارة بل هو عمل يُرجى فيه البركة من الله عز وجل.

الواجبات المتعلقة بالقرض

يصبح هذا المال دينا على عاتق المقترض، ويجب عليه ردّه لصاحبه دون تأخير أو تهاون، حيث يُعتبر التأخير في سداد القرض من الصفات المذمومة التي قد تؤدي إلى تراجع الناس عن تقديم القروض للمحتاجين.

  • إذا قدّم المقترض للمقرض مبلغًا إضافيًا على قيمة القرض أو هدية دون طلب من المقرض، فلا حرج من قبولها، حيث تُعتبر من مكارم الأخلاق. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم أحسنكم قضاء".
  • أما بخصوص اقتراض الأموال من البنوك لأغراض مثل الزواج أو بناء منزل أو شراء سيارة، فهناك جدل بين العلماء، حيث يرى معظمهم أن هذه القروض تتضمن زيادة تترتب على شرط معين، وهو ما يتعارض مع تعاليم الإسلام. قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل قرض جر نفعا؛ فهو ربا"، لذلك يجب على المسلمين استشارة أهل العلم الموثوق بهم في هذا الشأن.