مدينة طبرية

مدينة طبريا تراث تاريخي بين الجمال الطبيعي
تُعتبر مدينة طبريا من أقدم معالم التاريخ في فلسطين، حيث شهدت العديد من الأحداث العظيمة منذ نشأتها حتى يومنا هذا. تُجسد المدينة جمالاً استثنائياً بتضاريسها الخضراء المورقة وجوارها البحري الزكي؛ إذ تطل على بحيرة طبريا التي تضفي صفاء وروعة على المكان. تقع طبريا في الشمال الفلسطيني، في الجليل الشرقي، تحديداً على الشاطئ الجنوبي الغربي للبحيرة، ويبلغ بعد المدينة عن القدس حوالي 198 كيلومترا في الاتجاه الشمالي الشرقي.
تاريخ التأسيس والأهمية الاستراتيجية
تأسست مدينة طبريا في عام 20 ميلادي على يد الإمبراطور الروماني هيرودس أنتيباس، قرب المدينة الكنعانية الرقة. سُمّيت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر. عُدَّت طبريا منذ بداياتها وجهةً مفضلة للزوار بفضل ينابيعها الساخنة وخصوبة أراضيها، وقد اعتبرها هيرودس موقعاً دفاعياً مهماً لحماية بحيرة طبريا، مما أدى إلى بناء قلعة على شاطئها، بالإضافة لقربها من الحمامات الرومانية الشهيرة.
الفتح الإسلامي والمعارك التاريخية
في عام 634 ميلادي، تمكن المسلمون بقيادة القائد شرحبيل بن حسنة من فتح المدينة، ليصبحوا سكانها العرب ويجعلوها عاصمة لجند الأردن. عانت المدينة لاحقاً من الاحتلال الصليبي على يد القائد تنكرد، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من العرب. لكن صلاح الدين الأيوبي استعاد المدينة في عام 1187 بعد انتصاره في معركة حطين.
فترات السيطرة والتحديات الطبيعية
في عام 1517، سيطرت الإمبراطورية العثمانية على المدينة، وتولى الحكم عليها ظاهر العمر في عام 1730. شهدت طبريا زلازل مدمرة أسفرت عن دمار واسع، مما أدى إلى العديد من عمليات إعادة البناء والنهوض على مر السنوات.
المعالم التاريخية في طبريا
تحتوي مدينة طبريا على عدد من المعالم التاريخية التي تعكس إرثها الثقافي الغني، وأبرزها
- الجامع الكبير بُني في القرن الثامن عشر على يد ظاهر العمر الزيداني، ويُعرف أيضا بالجامع الفوقاني، ويقع في الجزء الشمالي من المدينة.
- جامع الجسر يحظى بموقع مميز على ضفاف بحيرة طبريا في الحارة الغربية.
- أسوار المدينة تمثل بقايا رومانية تحيط بالمدينة، وتعد دليلاً على تاريخها العسكري.
- الحمامات الرومانية تُعتبر من أشهر الحمامات القديمة في المنطقة، وتمتاز بمياهها المعدنية الساخنة.