مدينة نيوكاسل البريطانية

مدينة نيوكاسل البريطانية

مقدمة عن نيوكاسل أبون تاين

نيوكاسل أبون تاين، أو كما تُعرف ببساطة نيوكاسل، هي مدينة بارزة تقع في الشمال الشرقي لإنجلترا. تشتهر بموقعها الاستراتيجي على الضفة الشمالية الغربية من نهر تاين، وهي تتبع إداريًا مقاطعة تاين آند وير. تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة حوالي 114 كيلومتر مربع، ويزيد عدد سكانها عن 1.65 مليون نسمة.

تاريخ المدينة

تأسست أول مستوطنة في نيوكاسل في القرن الثاني الميلادي تحت اسم بونس اليوس من قبل الرومان، حيث كانت تقع بالقرب من نهر الراين. أطلق الإمبراطور الروماني هادريان هذا الاسم على المستوطنة، التي بلغ تعداد سكانها آنذاك أكثر من 2000 نسمة. بعد انسحاب الرومان، أصبحت المدينة جزءًا من الأنجلو-sكسونيين ضمن مملكة نورثمبريا.

مرّت نيوكاسل بعدة مراحل من الصراع، كان أبرزها في عام 876 م حيث تعرضت لمداهمة من الدنماركيين مما أدى إلى تدميرها. وفي عام 1080 م، ضع روبرت كورتز، ابن وليام الفاتح، أساس قلعة في المدينة نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وقد تمت إعادة بنائها في عام 1172 م خلال حكم الملك هنري الثاني.

جنّبت الحرب العالمية الثانية العديد من الأضرار للمدينة، حيث تعرضت نيوكاسل لعمليات قصف جوي أسفرت عن مقتل 141 شخصًا وجرح 587 آخرين، نظرًا لدورها كمركز لصناعات الأسلحة والسفن.

أصبح القرن الثامن عشر نقطة تحول، حيث بدأت نيوكاسل تحتل المرتبة الرابعة في البلاد في صناعة الطباعة، بعد لندن وأكسفورد وكامبريدج، وذلك بالتزامن مع إنشاء الجمعية الأدبية والفلسفية في عام 1793. ومع بداية الستينات من القرن الماضي، شهدت المدينة انتعاشًا ملحوظًا بفضل زيادة الوظائف الحكومية، بالإضافة إلى تأسيس جامعة نيوكاسل عام 1963 والبوليتكنيك عام 1969.

المناخ

تتأثر نيوكاسل بمناخ معتدل ناتج عن تأثير تيار الخليج، وهي تُعتبر واحدة من أكثر المناطق جفافًا في المملكة المتحدة. يمكن أن تصل درجات الحرارة في أغسطس إلى 33 درجة مئوية، بينما قد تنخفض إلى 12 درجة مئوية تحت الصفر في يناير.

الوضع الاقتصادي

تاريخياً، لعبت مدينة نيوكاسل دورًا مركزيًا في الاقتصاد الوطني، حيث ساهمت بشكل كبير في الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر، وكانت رائدة في مجال تعدين الفحم والصناعات التحويلية. على الرغم من تراجع قطاع الصناعات الثقيلة في النصف الثاني من القرن العشرين، إلا أن نيوكاسل أصبحت الآن مركزًا مهمًا للشراكات التجارية والتعليمية، مع تحقيق دخل إجمالي قدره 13 مليار باوند.

يُعتبر قطاع التجزئة من أبرز القطاعات الاقتصادية في المدينة، حيث تحتل نيوكاسل المرتبة التاسعة على مستوى البلاد. وتضم المدينة عدة مناطق للتسوق، من بينها نيوكاسل سيتي سنتر ومركز تسوق ساحة الدون، مما يعكس حيوية وازدهار النشاط التجاري فيها.