كيفية تشكيل القارة الأمريكية

تاريخ تشكل القارات قصة الأمريكتين
تشكلت القارات على سطح الأرض في الأصل من كتلة واحدة متكاملة. لفهم كيفية تكوّن الأمريكتين، يجب علينا أولاً التعرف على كيفية نشوء بقية القارات. في هذا المقال، سنقوم باستعراض عملية تحول القارة الواحدة إلى سبع قارات، حيث بدأت هذه العمليه عندما انقسمت الأراض إلى بارزات مائية وحقول من المحيطات التي تفصلها عن بعضها البعض.
خلال عصر ما قبل الكامبري، انفصلت القارة العملاقة المعروفة باسم رودينيا، التي تقدر بعمر 1,100 مليون سنة. مع بداية عصر الكامبري، وفي بداية الحقبة الباليوزية، أدى ظهور كائنات حية ذات هياكل صلبة إلى غمر مياه البحر الضحلة للقارة، مما أسفر عن تكون قارة جديدة تُعرف باسم غندوانا، التي كانت تقع جنوب الكرة الأرضية قرب القطب الجنوبي.
في أثناء العصر الأوردوفيشي، عانت القارة الكبيرة من تجزئة أدت إلى تشكيل كتل أصغر، بنتيجة لذلك، ولدت كل من قارة لورينشا، وسيربريا، والبلطيق وغندوانا. ومع نهاية هذا العصر، بدأ العصر الجليدي، الذي شكل أبرد فترات التاريخ الجيولوجي وساهم في تغطيّة الجزء الجنوبي من غندوانا بالجليد.
شهد العصر السليلوري أيضاً تصادماً بين القارات، حيث ألزم هذا التصادم إغلاق البحار التي تكونت في العصور السابقة، فمن جهة، تصادمت قارة لورينشا مع قارة البلطيق، مما أسفر عن تشكيل كتلة جديدة تتكون من الصخور الرملية الحمراء، بالإضافة إلى رصيف مرجاني. وفي هذه الأثناء، بدأت النباتات البرية بالظهور، مما حول القارات القاحلة إلى أراضٍ خضراء مزدهرة.
في العصر الديفوني، نشأت أولى أشكال الأسماك التي بدأت بالهجرة من القارات الجنوبية نحو أمريكا الشمالية وأوروبا. كما ظهرت الغابات الاستوائية التي تعتبر جزءاً من كندا الحالية.
في بداية العصر الكربوني المتقدم، وتحديداً قبل 356 مليون سنة، تشكلت القارة العملاقة بانجيا. في ذلك الوقت، كانت القارة الأمريكية الشمالية مرتبطة بأوروبا وأُطلق عليها اسم القارة الأوروبية، بينما ارتبطت أمريكا الجنوبية بإفريقيا تحت اسم غندوانا. وبذلك لم تكن الأمريكتين كيانين منفصلين حتى ذلك الحين. خلال هذه الفترة، تشكلت جبال الأبلاش، ونمت قمم الجليد في القطب الجنوبي. تنوعت الحياة الحيوانية لتأخذ شكل الفقاريات الرباعية، والتي أسهمت، عند موتها، في تكوين الطبقات الفحمية التي نستخرجها اليوم، فأُطلق عليها اسم مستنقعات الفحم خلال العصر الكربوني المتأخر.
مع اقتراب العصر الترياسي، بدأت بانجيا في عملية تفكك، لكنها شهدت أيضاً تجمع القارات بالقرب من بعضها، مما أتاح هجرة الحيوانات من القطب الجنوبي إلى الشمال، حيث انتشرت الكائنات البحرية في بحر التيثس الدافئ.
أثناء العصر الكريتاسي، بدأت تظهر المحيطات الجديدة، وكان من أبرزها المحيط الأطلسي الجنوبي الذي نتج عن انفصال أمريكا الجنوبية عن إفريقيا. أما أمريكا الشمالية، فلم تنفصل بعد عن أوروبا، ولا تزال أستراليا مرتبطة بأنتاركتيكا. منذ نحو 66 مليون سنة، بدأت أمريكا الشمالية تتشكل، وفي عصر الإيوسين بدأت تأخذ شكلها الحالي وتنتقل نحو موقعها المعاصر بجوار أمريكا الجنوبية. ومنذ عشرين مليون سنة، أصبح العالم في هيئة مشابهة تماماً لتوزيع القارات الذي نعرفه اليوم.