تحقيق صحفي حول ظاهرة السهر

تحقيق صحفي حول ظاهرة السهر

أهمية النوم الليلي وتأثير السهر على الصحة

تعتبر الساعات التي يقضيها الإنسان في النوم ليلاً ضرورية لاستعادة الطاقة وتعزيز الصحة العامة، حتى لو كانت هذه الساعات محدودة. حيث يبقى النوم الليلي أكثر فائدة من النوم النهاري، الذي لا يمكن أن يعوض الفترات الليلية. في السنوات الأخيرة، أصبح السهر شائعاً بين فئة الشباب، حيث يقضون أوقاتاً طويلة خارج نطاق النوم، سواء مع الأصدقاء في المقاهي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ساهمت التكنولوجيا الحديثة في إيجاد بيئة ملائمة لقضاء ساعات عديدة أمام الشاشات، مما جعل الشباب يواجهون صعوبة في النوم بالمواعيد المناسبة. وقد يرتبط السهر لأسباب عدة، منها الهروب من مشكلات الحياة اليومية، سواء كانت اجتماعية أو مالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُعتبر السهر بمثابة تحدٍ لقواعد الأسرة، خاصةً لدى المراهقين الذين يسعون لإثبات فرديتهم.

الخبراء ينصحون بأهمية النوم ليلاً، حيث يتطلب الجسم فترات من النوم الهادئ في الساعات الأولى من الليل، يليها النوم العميق. وقد أظهرت الدراسات أن ساعة واحدة من النوم ليلاً تساوي ثلاث ساعات من النوم خلال النهار. هذا يعني أن الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً يسهم بشكل كبير في الرفاهية العامة للفرد.

عند الاستيقاظ مبكرًا، يمكن للفرد القيام بصلاة الفجر، مما ينعكس إيجابًا على نشاطه البدني والعقلي. فالوضوء والحركة تنعش الدورة الدموية، كما أن مستويات غاز الأوزون المرتفعة صباحًا تعزز الشعور بالراحة والنشاط. على النقيض من ذلك، فإن التأخر في النوم قد يؤدي إلى الشعور بالكسل والضيق خلال النهار، مما يؤثر على الإنتاجية ويزيد من حالات الاكتئاب.

بالنسبة للأفراد الذين يتبعون حميات غذائية، فإن النوم الجيد ليلاً ضروري لتنظيم هرمونات الجسم، لا سيما هرمون التوتر الذي يؤثر على الشهية. إذ أن زيادة إفراز هرمون التوتر يمكن أن تدفع الشخص لوضع مزيد من السعرات الحرارية في نظامه الغذائي، مما قد يؤثر سلبًا على جهود فقدان الوزن.

لتقليل السهر، يجب معالجة الأسباب المؤدية له، كخطوة أولى. يمكن أيضًا اللجوء إلى بعض الطرق التي تساعد على الاسترخاء، مثل الاستحمام بماء دافئ وشرب كوب من الحليب الدافئ. كما يُنصح بتشجيع النفس على الاستيقاظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر كجزء من الروتين اليومي.