موعد صلاة قيام الليل وعدد الركعات المخصصة لها

تشجيع الإسلام على قيام الليل
يحث ديننا الحنيف المسلمين على الالتزام بمجموعة من السنن والنوافل الهامة بجانب الفرائض المفروضة على كل بالغ وعاقل من الذكور والإناث. يُعد أداء هذه السنن تعبيرًا عن القرب إلى الله تعالى، وهو سبيل للحصول على رضاه ومغفرته ومحبتِه، مما ينعكس على حياة الفرد بالنجاح، وراحة البال، ومحبة الناس، ويسر في جميع جوانب الحياة، ويتيح له فتح أبواب الخير والمباركة.
أهمية صلاة قيام الليل
تُعتبر صلاة قيام الليل من أرقى العبادات التي حرص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على أدائها بانتظام، ووجه جميع المسلمين لأدائها لما لها من فوائد جليلة وأجر عظيم عند الله. تُعد هذه الصلاة سنة مؤكدة، ومن النوافل المطلقة التي تُفضل على التطوع في النهار، حيث أنها تتطلب من المسلم ترك الراحة والنوم في سبيل السعي نحو رضا الله وطمعًا في مغفرته. وفي هذا السياق، جاء في كتاب الله العزيز في سورة الإسراء "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا".
مكانة قيام الليل في السنة النبوية
لا شك أن قيام الليل يحمل مكانة رفيعة؛ فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سُئل عن أفضل الصلاة بعد الفريضة، فأجاب "أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل". تجتمع رحمة الله ومحبته في هذه الصلاة، إذ إنها تؤدى في وقت خاص حين يقترب العبد من خالقه، حيث تتاح الفرصة لاستجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات.
كيفية أداء صلاة قيام الليل
تُؤدى صلاة قيام الليل بنفس طريقة صلاة الفجر، حيث يُصلى المسلم ركعتين لكل صلاة، ثم يتم التسليم. يُمكن للمتهجد أن يواصل الصلاة ويزيد عدد الركعات ليصل إلى 12 أو 13 ركعة، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يصلي عشر ركعات إضافة إلى ركعتي الشفع وركعة الوتر. لا حرج في الزيادة لمن يستطيع ذلك، لكن يُفضل اتباع منهج النبي الكريم في هذا الشأن. تُؤدى صلاة قيام الليل بركعتين، ثم يتم التشهد والصلاة الإبراهيمية كما هو المعتاد في بقية الصلوات، ويجب التسليم بعد انتهاء كل ركعتين.
الوقت المناسب لقيام الليل
تبدأ صلاة قيام الليل بعد انتهاء صلاة العشاء، وتمتد حتى قبيل الفجر. يُفضل أن تُؤدى في الثلث الأخير من الليل، حيث يُعتقد أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويغفر لمن يستغفر ويستجيب لمن يدعو. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الأول، فيقول أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".