عدد ركعات صلاة التراويح خلال شهر رمضان

مفهوم صلاة التراويح
تُعرف صلاة التراويح بهذا الاسم لأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته كانوا يستريحون بين كل ركعتين خلال أدائها. ترتبط هذه الصلاة بشهر رمضان المبارك، وفي هذا الشهر تتجلى الشعائر الدينية بشكل واضح، إذ تُعتبر صلاة التراويح من أبرز العبادات المحببة لدى المسلمين، وذلك للأجر الكبير والفضل الجليل الذي يترتب عليها. فهي تجمع الناس في المساجد لتؤدى الصلاة في صف واحد، مما يتيح لهم فرصة مناقشة مختلف جوانب الحياة والدين، وكذلك الاستغفار وذكر الله في كل استراحة بين الركعات.
تُقام صلاة التراويح بعد أداء صلاة العشاء، وتستمر حتى أذان الفجر. تُعتبر هذه الصلاة سنة مؤكدة وتُعادل في أهميتها قيام ليالي رمضان. وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على إحيائها، حيث قال "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
كيفية أداء صلاة التراويح
يمكن أداء صلاة التراويح في جماعة، كما يمكن أداؤها بشكل فردي للرجل أو المرأة. إلا أنه يُفضل أداؤها في جماعة وفقاً لمذهب الجمهور. ومع ذلك، يُستحب أن تصلي النساء فرادى حتى في صلاة التراويح وغيرها من الفرائض. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بصلاة التراويح مع المسلمين جماعة، لكنه كان يتجنب المواظبة على ذلك خشية أن تُفرض عليهم وتصبح عبئاً في ظل يوم طويل من الصيام. بعد تولي الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، جمع المسلمين لتأدية الصلاة خلف إمام واحد.
من المستحب في صلاة الجماعة إطالة قراءة السور القرآنية، ويفضل أن يقرأ الإمام من المصحف إذا لم يكن حافظاً. وهذا ينطبق أيضاً على الصلاة الفردية، وخاصة عندما تصلي المرأة في بيتها، حيث يُسمح لها بقراءة القرآن من المصحف إذا لم تكن تحفظه.
عدد ركعات صلاة التراويح
لم يُحدد عدد ركعات صلاة التراويح في الأحاديث النبوية بشكل قاطع، لكنه وُجدت إشارات من صحابة النبي، مثل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إحدى عشرة ركعة. حيث قالت "ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً". ومع ذلك، يُظهر هذا الكلام عدم الوجوب، حيث يُسمح بزيادة عدد الركعات إلى أربع أو ثمانٍ أو إحدى عشرة، وحتى ثلاث عشرة أو عشرين ركعة، لمن يستطيع، مع أداء كل ركعتين بشكل مثنى والتسليم بينهما، ومن ثم إقامة صلاة الوتر. من المهم الحفاظ على مدة الصلاة المناسبة، لتسهيل الأمر على المصلين، خاصة كبار السن والمرضى، حيث كان يُعرف عن السلف قيامهم صلاة رمضان مع زيادة في عدد الركعات.