كيفية ترتيب سور القرآن الكريم

القرآن الكريم وتدوينه
تُعتبر عملية نزول القرآن الكريم حدثًا تاريخيًا عظيمًا، حيث أن آياته نزلت إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي. وقد تم تناول هذه الآيات والسور بطرق متعددة من الكتابة خلال حياة الرسول، مثل الرقاع والعسب وأوراق الأشجار، بالإضافة إلى الحجارة والعظام. ومع ذلك، لم تكن هذه الآيات مرتبة أو مصنفة ضمن كتاب موحد. وبعد وفاة الرسول، قام الصحابة رضي الله عنهم بجمع وتدوين القرآن وفقاً لما جاء به الوحي، مع الالتزام بالترتيب الذي أشار إليه الرسول. وكان هدفهم من هذه المبادرة هو الحفاظ على القرآن الكريم من الضياع والتشويه، حتى تم جمعه في مصحف كبير في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
أنواع ترتيب القرآن
يمكن تصنيف ترتيب القرآن الكريم إلى نوعين رئيسيين
الترتيب التوقيفي وهو الترتيب الذي أُمر به من الله سبحانه وتعالى، حيث أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تلقى ذلك من جبريل عليه السلام. يعتبر هذا الترتيب مبدأً ثابتًا، مثله مثل الرواية التي نقلها الإمام أحمد عن عثمان بن أبي العاص، والذي شهد الرسول وهو يخبرهم بتحديد موضع آية معينة في السورة.
- الترتيب الاجتهادي وهذا النوع يُشير إلى اجتهاد الصحابة فيما يخص ترتيب القرآن الكريم. إن كان هذا الاتجاه لقلة من العلماء، إلا أن الاعتماد بشكل أكبر كان على الاتجاه التوقيفي.
أسماء السور والتأكيد الإلهي
من المؤكد بأن أسماء السور والترتيب المتبع في القرآن، والذي يصل عدد سورها إلى 114 سورة، هو أيضًا توقيفي من الله سبحانه وتعالى. يدعم ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، عندما نزلت آخر آية على النبي، حيث أوضح له جبريل مكان وضعها في سورة البقرة.
جمع القرآن
تتمثل خطوات جمع القرآن فيما يلي
- تجميع ما تفرق تم جمع الرقاع وأوراق الشجر التي كتبت عليها الآيات والسور.
- الكتابة بالتسلسل تم الانتقال إلى كتابة هذه الآيات والسور بالتسلسل الذي أمر به الرسول، ضمن كتاب موحد.
- الاحتفاظ بالمرجع تم حفظ القرآن في دار الخلافة ليكون مرجعًا موثوقًا للمسلمين.
الدوافع وراء جمع القرآن
كان هناك عدة أسباب أدت لجمع القرآن الكريم، منها
- عدد الشهداء فقد كان هناك عدد كبير من حفاظ وقراء القرآن الذين استشهدوا في معركة اليمامة، مما استدعى ضرورة الحفاظ عليه.
- الحماية من الفقدان كان الهدف الأساسي هو حماية القرآن الكريم من الضياع والتشويه.
تمثل هذه الجهود الجبارة إقرارًا بأهمية الحفاظ على الكتاب المقدس وتدوينه وفقًا للأصول التي وحي بها الرسول.