بحيرة التماسيح

بحيرة التمساح كنز طبيعي يحمل تاريخا عريقاً
على الرغم من الطبيعة الشبه صحراوية لمصر، إلا أن البلاد تحتضن مجموعة من المعالم الطبيعية البارزة، بما في ذلك بحيرات خلابة وتنوع غنى في الحياة النباتية والحيوانية. من بين هذه المعالم تبرز قناة السويس كواحدة من أبرز العلامات التجارية لمصر، ولكن هناك أيضاً بحيرة التمساح، وهي واحدة من البحيرات المالحة الهامة شمال البلاد، والتي تلعب دورًا محوريًا في نظام قناة السويس.
تقع بحيرة التمساح في مدينة الإسماعيلية، على الضفة الشمالية للقناة، وتُعتبر من البحيرات الأربعة التي يمر من خلالها المجرى المائي لقناة السويس. تأتي البحيرة بعد بحيرة المنزلة، حيث يُمكن ترتيب البحيرات بترتيبها من الشمال إلى الجنوب كالتالي بحيرة المنزلة، بحيرة التمساح، البحيرة المرة الكبرى، والبحيرة المرة الصغرى. يُذكر أن عمق البحيرة لا يتجاوز غالبًا مترًا واحدًا، مما يجعلها ضحلة مقارنةً ببقية البحيرات الثلاث، وتبلغ مساحتها approximately 14 كم².
تاريخ القناة وحفر البحيرة
تاريخ بحيرة التمساح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بقناة حُفرت في العهد الملكي للملك سنوسرت الثالث خلال المملكة الوسطانية قبل نحو 4000 عام. قد أُعيد حفر القناة وتوسيعها عدة مرات، أبرزها في عام 600 قبل الميلاد على يد الملك نيخاو الثاني. لم تتوقف الأعمال عند هذا الحد، بل استمر العمل فيها حتى خلال فترة الخليفة العباسي المنصور. كما حصل فرديناند ديليسبس على تصريح من الخديوي لحفر قناة السويس الذي يمر عبر البحيرة.
أزمة التلوث في بحيرة التمساح
تواجه بحيرة التمساح تحدياً كبيراً بسبب تلوث المياه بشكل واضح، مما جعلها غير صالحة للاستخدام البشري وللسباحة. تزداد المخاوف من المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث المياه، حيث تعتبر الأسباب الرئيسية له على النحو التالي
- تلوث البيئة المحيطة بالبحيرة.
- تجاهل الأفراد لضرورة الحفاظ على نظافة مصادر المياه.
- التكاليف الباهظة للتنظيف، حيث تقدر عملية تطهير البحيرة بحوالي 50 مليون جنيه مصري.
- قلة الاهتمام من قبل الجهات المعنية بنظافة البحيرة.
إن ظاهرة تلوث البحيرة ليست جديدة على أهالي مدينة الإسماعيلية، ولا تزال الجهات المعنية تدرس بجدية خطط التطهير. ومع ذلك، يطرح السؤال هل ستتمكن هذه الجهات من إعادة رونق البحيرة وسط التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها مصر في الوقت الراهن