طول قناة السويس الحديثة

قناة السويس إنجاز هندسي يربط العالم

تعتبر قناة السويس ممرًا مائيًا مزدوجًا يمتد بطول 193 كيلومترًا، وقد تم إنشاؤها لتسهيل حركة السفن بين البحر الأبيض والبحر الأحمر. وقد بدأ مشروع هذه القناة تحت إشراف المهندس (فيرديناندز دي ليسيبس)، وتمت الموافقة عليه من قبل الخديوي إسماعيل بعد الحصول على إذن الباب العالي.

ساهم إنشاء القناة في تعزيز مكانة جمهورية مصر العربية، حيث ربطت بين ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقد شهد عام 1869، احتفال الخديوي إسماعيل وإمبراطور فرنسا نابليون بونابرت بافتتاح القناة. ومع ذلك، ظهرت الحاجة إلى تطوير مخطط جديد لزيادة مكانة مصر وتعزيز اقتصادها. في هذا المقال، سنتناول تاريخ القناة وفوائدها وطرق تنفيذ مشروع القناة الجديدة.

تحديث القناة مشروع القرن

تُعد قناة السويس الجديدة بمثابة تعديل على التصميم القديم للقناة، حيث تمتد بين القسمين 61 و95 كيلومترًا. تمت إضافة 35 كيلومترًا لتصبح القناة insgesamt بطول 72 كيلومترًا، مع توسيع التفريعات من البحيرات المرّة لمسافة 37 كيلومترًا. ويهدف هذا المخطط الجديد إلى معالجة التحديات التي واجهتها القناة القديمة. وفي أغسطس 2015، تم افتتاح القناة الجديدة، ويتوقع تحقيق نسبة أرباح تصل إلى 259%.

نقاط جوهرية في تاريخ المشروع

بدأت فكرة مشروع قناة السويس الجديدة في عهد الرئيس أنور السادات بوساطة المهندس حسب الله الكفراوي، ولكن لم يتم تنفيذها. ثم طرحت الفكرة مجددًا في عهد رئيس الجمهورية حسني مبارك، لكنها لم تُنفذ أيضًا. خلال فترة الرئيس محمد مرسي، تم تقديم المخطط من جديد ضمن مشروع النهضة، الذي حصل على الموافقة في أبريل 2013.

مراحل تنفيذ المشروع

بداية المشروع في أغسطس 2014، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن انطلاق تنفيذ المخطط لتعديل مسار الملاحة في قناة السويس، بهدف تعزيز وضع القناة على الصعيدين العالمي والاقتصادي من خلال زيادة الخدمات التجارية والسياحية، حيث تمتد القناة عبر محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية.
تمويل المشروع دعا المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري، إلى طرح شهادات استثمار متعلقة بالقناة، بهدف جمع 60 مليار جنيه لتنفيذ المشروع. وقد حقق البنك المركزي نجاحًا في جمع أكثر من 61 مليار جنيه خلال شهر واحد فقط، وقام بإغلاق باب الاكتتاب.
حفر القناة انقسمت عملية الحفر إلى مرحلتين الحفر الجاف والحفر المائي. شارك ما يقرب من 44000 عامل مصري و4500 آلة من 84 شركة في مرحلة الحفر الجاف، بينما ضمت مرحلة الحفر المائي حوالي 2000 عامل من هيئة قناة السويس و3000 عامل من تحالف التحدي، إلى جانب 45 كراكة. وقد تمت إزالة 258.8 مليون متر مكعب من الرمل الممزوج بالماء.
إنشاء القناة تم بناء 10 مراكز لإرشاد السفن التي تعبر القناة، وتم تزويدها بتكنولوجيا تعمل بالطاقة الشمسية، مما ساهم في تحسين مستويات السلامة العامة أثناء مرور السفن تحت كافة الظروف المناخية.

توسيع شبكة المواصلات

بعد الانتهاء من مشروع القناة، تم التركيز على تطوير محاور المواصلات بما يضمن سهولة الحركة بين السيارات والقطارات والسفن. وهذا البنية التحتية مقسمة إلى قسمين رئيسيين

الأنفاق تم إنشاء أنفاق تمتد تحت مسار قناة السويس، شملت 3 أنفاق لمرور السيارات وقطار السكك الحديدية في بورسعيد، بينما تم بناء أنفاق إضافية في الإسماعيلية.
ضاحية الأمل تم تصميم هذه الضاحية لإقامة مشاريع عمرانية حول القناة الجديدة، حيث سيخصص 1838 فدانًا لإنشاء مناطق صناعية و283 فدانًا لمنشآت سياحية و133 فدانًا للإسكانات العقارية.

تجسد قناة السويس الجديدة نموذجًا للأفكار الطموحة التي تعزز من مكانة مصر على خريطة العالم الاقتصادية، وتعد خطوة نحو التنمية المستدامة في المنطقة.