بحيرة نترون

بحيرة نترون

مقدمة عن بحيرة النطرون

تقع بحيرة النطرون (Natron Lake) في شمال جمهورية تنزانيا، بالقرب من حدودها مع كينيا، وتحديدًا في الجانب الشرقي من الصدع الإفريقي الشرقي. تُعرف البحيرة بملوحتها الشديدة، حيث يتم تغذيتها ببعض الينابيع الساخنة الغنية بالمعادن، بالإضافة إلى نهر إيواسو نجيرو في الجنوب.

الخصائص الجغرافية والمائية

تتميز بحيرة النطرون بعمقها الضحل الذي لا يتجاوز ثلاثة أمتار، حيث يتفاوت عرضها باختلاف مستويات المياه، والتي تتأثر بنسبة التبخر العالية في المنطقة. هذا التبخر يترك خلفه ترسبات غنية بالمعادن والأملاح. تحيط بالبحيرة أراضٍ رطبة ضمن حوض النطرون، بينما تتسم المناطق المحيطة بالجفاف وقلة انتظام الأمطار. تتراوح درجة حرارة مياه البحيرة نحو 60 درجة مئوية، ويكون مستوى الحموضة فيها بين 9 إلى 10.5، مما يجعلها ذات طبيعة قلوية.

الحياة البرية حول البحيرة

تُعد بحيرة النطرون موطنًا للعديد من طيور الفلامنجو النادرة، كما تمثل نقطة انطلاق مثالية لعشاق التسلق إلى جبل أولديوينيو لنغاي. تكتسي المنطقة المحيطة بالبحيرة بالعديد من المخيمات، مما يعزز من جاذبيتها السياحية.

التركيب الكيميائي للمياه

سُميت البحيرة بهذا الاسم نسبةً إلى تركيبة مياهها الفريدة التي تشمل مجموعة من الأملاح والمعادن المعروفة باسم "أملاح النطرون" والتي تتكون من كربونات الصوديوم، كلوريد الصوديوم، كبريتات الصوديوم، وبيكربونات الصوديوم. تتميز هذه المياه بشدة قاعديتها وملوحتها العالية بسبب عوامل التبخر.

التحديات البيئية والحياة البحرية

تعتبر بحيرة النطرون بيئة قاسية للغاية تجعل الحياة فيها شبه مستحيلة للعديد من الكائنات الحية، حيث يعيش فيها نوعان فقط من الأسماك وبعض طيور النحام النادرة التي تتغذى على الطحالب. تُحيط بالبحيرة أيضًا مصانع لاستخراج كربونات الصوديوم والتي قد تشكل تهديدات بيئية لمحيط البحيرة.

الفنون البصرية وتأثيرها

قام المصور الشهير "نيك برانت" بتوثيق الكائنات البحرية التي تحولت إلى أشكال كلسية، حيث تؤدي الظروف القاسية في البحيرة إلى تضرر عيون وجلد هذه الكائنات، مما يؤدي إلى نفوقها. تستخدم مادة بيكربونات الصوديوم في الحفاظ على جثث هذه الكائنات، مما يجعلها تبدو كأنها متحجرة. وقد قدم برانت أعماله الفنية التي تبرز هذه الكائنات، مما يثير التساؤلات حول الحياة والبيئة في بحيرة النطرون.