بحيرة البرلس جوهرة مائية في قلب الطبيعة

بحيرة البرلس موقع جغرافي وثقافي متميز
تقع بحيرة البرلس في قلب جمهورية مصر العربية، وتحديداً في محافظة كفر الشيخ، شمال شرق فرع رشيد. ترتبط البحيرة بالنيل عبر قناة برمبال، كما تتواصل مع البحر الأبيض المتوسط من خلال بوغاز البرلس. تشكل هذه البحيرة نقطة وصل مهمة بين دلتا النيل والساحل المصري، حيث تمتد على طول يقارب سبعين كيلومتراً، بعرض يتراوح بين ستة إلى سبعة عشر كيلومتراً. يحيط بالبحيرة مركز البرلس من الجهة الغربية ومركز الحامول من الجهة الشرقية، وهي تبعد تقريباً ثلاثمائة كيلومتر عن مدينة القاهرة، العاصمة.
العمق التاريخي والطبيعي للبحيرة
تعتبر بحيرة البرلس ثاني أكبر بحيرات مصر، حيث تصل مساحتها إلى نحو أربعمائة وستين كيلومتراً مربعاً. تضم البحيرة حوالي ثلاثين جزيرة، وتتميز كل جزيرة بوجود تنوع نباتي غني. شهدت البحيرة تغييرات في تسمياتها عبر الزمن، حيث عرفت ببحيرة بوطو، ثم بوتيكو، ثم نيكيولوس، فبارالوس، ثم نستراوه، حتى استقرت تسميتها الحالية البرلس، نسبة إلى الإقليم الذي تحتله.
الزراعة والمصادر المائية
تنتشر الزراعة على ضفاف البحيرة الشمالية والشرقية، خاصة في المناطق المغطاة بالكثبان الرملية، حيث تُزرع محاصيل مثل العنب، والبندورة، والتين، والقرع، والبطيخ، والنخيل. تعتمد هذه المحاصيل على مياه الأمطار والمياه الجوفية المخزونة. بينما تمتاز الشواطئ الغربية والجنوبية بوجود محاصيل مثل الأرز، والقمح، والذرة، والبرسيم، والتي تعتمد على مياه نهر النيل للري.
المعالم الأثرية وصناعة الصيد
تتميز منطقة البحيرة بوجود العديد من المعالم الأثرية، مثل طابية عرابي وفنار البرلس. كما تنتشر فيها صناعة مراكب الصيد التي تُصدر إلى دول أخرى. يُعرف سكان هذه المنطقة بممارستهم مهنة الصيد بكافة أشكالها، مما جعلهم يصلون إلى درجات عالية من الاحتراف. تاريخياً، اشتهرت المنطقة بمقاومة العدوان الثلاثي ضد الأراضي المصرية، إذ شهدت أحداث معركة برج البرلس.
معركة برج البرلس
تُعتبر معركة برج البرلس واحدة من المعارك البحرية الكبرى، التي اندلعت بين القوات البحرية الفرنسية والبريطانية من جهة، والقوات البحرية المصرية من جهة أخرى، في الرابع من نوفمبر عام 1956. وقد قاد القوات المصرية آنذاك كل من جلال الدين الدسوقي وجول جمال. لم تُستمر المعركة سوى بضع دقائق، حيث تم تدمير البارجة الفرنسية والمدمرة البريطانية التي هاجمت المنطقة، مما يُبرز شجاعة واحترافية القوات المصرية خلال تلك الحقبة.