معلومات عن قناة السويس عبر العصور تاريخها القديم والحديث

قناة السويس ممر مائي حيوي بين البحر الأحمر والمتوسط
تعتبر قناة السويس بمثابة ممر مائي اصطناعي يجسر بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتقع في شمال شرق مصر. هذه القناة تعد حلقة وصل مهمة بين قارة آسيا وقارة إفريقيا، حيث تشكل نقطة عبور استراتيجية على خريطة الملاحة العالمية.
ترتكز فكرة الربط بين البحرين على تاريخ طويل، حيث تم تنفيذ العديد من الدراسات الفنية لتقييم جدوى هذا المشروع الوطني. وقد حظي باهتمام واسع نظرًا لأهميته الاقتصادية وتأثيره الكبير على التجارة العالمية، إذ سعت القناة إلى تقليص المسافة بين الشرق والغرب إلى ثلث المسافة المعتادة، مما جعلها البديل المثالي للطريق البحري الذي يختص بالالتفاف حول جنوب إفريقيا. بدأت الأعمال في حفر القناة سنة 1859، واستمرت لمدة عشر سنوات حتى تم افتتاح القناة رسميًا في عام 1869.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي لقناة السويس
تخترق قناة السويس مناطق شاسعة من الأراضي المصرية، حيث تم تطوير هذه المناطق من خلال إنشاء مراكز تخدم الأنشطة التجارية ومزارع لتربية الأسماك وغيرها من المشاريع الاقتصادية. ساهم هذا التطور في تشغيل العديد من الشباب المصري، خاصة في محافظة بورسعيد المطلة على البحر، ومحافظة السويس التي تطل على خليج السويس، بالإضافة إلى محافظة الإسماعيلية.
يبلغ طول القناة حوالي 190 كيلومترًا، وعمقها نحو 24 مترًا تقريبًا، وعرضها السطحي في الشمال 345 مترًا، بينما عرض قاعها يصل إلى 215 مترًا. تم تصميم هذه الأبعاد لضمان إمكانية عبور السفن والبواخر الكبيرة بيسر. وقد أسهمت القناة في تحقيق عوائد مالية ضخمة لمصر، بفضل الرسوم التي تدفعها السفن العابرة، حيث تمر بها آلاف السفن يوميًا، خاصة تلك القادمة من أمريكا وأوروبا وآسيا والجزيرة العربية. وفي عام 2013، حققت الإيرادات مبلغًا يعادل 37 مليار جنيه مصري.
التوسع والتحديث لمواكبة احتياجات التجارة
مع زيادة حجم التجارة العالمية، تزداد أهمية قناة السويس، خاصة مع تزايد الطلب على النفط الذي يتركز في منطقة الجزيرة العربية وشمال إفريقيا. وتتمتع القناة أيضًا بقيمة استراتيجية عسكرية، حيث تعتبر أقرب وأسرع وسيلة للوصول إلى بلدان آسيا وإفريقيا، التي تشهد حاليًا توترات تؤثر على الاقتصاد الأمريكي والأوروبي.
استجابة للازدحامات المرورية التي شهدتها بعض أجزاء القناة، قامت الحكومة المصرية بتوسیع الممرات لتمكين السفن من المرور في اتجاهين، مما يساهم في تقليص الوقت المستغرق في العبور. وقد تم طرح فكرة حفر قناة جديدة في السبعينات من القرن الماضي، وتم تنفيذ المشروع في عام 2015. يبلغ طول القناة الجديدة 72 كيلومترًا، وتكمن أهميتها في تعزيز كفاءة القناة القديمة وزيادة قدرتها على استيعاب السفن الأكبر حجمًا، مما أدى إلى تحسين العائدات المصرية بشكل أكبر.