أين يلتقي شط العرب

نهر شط العرب ملتقى الرافدين

يُمثل نهر شط العرب نقطة التقاء هامين لنهر دجلة ونهر الفرات، حيث يقع هذا الالتقاء في منطقة كرمة علي بمدينة البصرة، العراق. يمتد هذا النهر على طول يُقدّر بـ204 كيلومترات، ويصل عرضه إلى نحو كيلومترين في بعض المناطق. يعبر شط العرب مجموعة من المدن العراقية مثل الفاو، والقرنة، والدير، والهارثة، والبصرة، وأبو الخصيب، إضافة إلى مرور النهر من مدينتي المحمرة وعبادان في إيران.

جغرافية شط العرب وأهميته

ينتهي نهر شط العرب في الخليج العربي عند مدينة الفاو، والتي تقع في الجزء الجنوبي من العراق. تشكّل هذا النهر نتيجة ترسبات نهر كارون، مما أدى إلى إعاقة تدفق مياه نهري الرافدين، لتحوّل المياه نحو المنخفضات وتنساب باتجاه الخليج العربي. يُلاحظ أن عرض شط العرب غير ثابت، حيث يصل إلى كيلومترين في مناطق معينة، لكنه قد يقل عن كيلومتر واحد عند مدينة البصرة، وقد تشكّل نهر شط العرب من الأهوار التي تنشق من بعض أحياء البصرة. قامت الحكومة العراقية بتطوير كورنيش السياب تكريمًا للشاعر بدر شاكر السياب، مما جذب المزيد من الزوار والسائحين إلى المنطقة.

التحديات التاريخية والسياسية

تعرّضت منطقة الخليج العربي للاحتلال الأوروبي قبل نحو أربعمائة عام، بينما ظل شط العرب يُعتبر منطقة عربية حتى اندلعت الصراعات بين الفرس والأتراك، وتلاها صراع بين البريطانيين والأتراك. وقد تناولت بعض المعاهدات الخاصة بترسيم الحدود، عدم اعتبار شط العرب منطقة عربية بحتة. لعب شط العرب دورًا حيويًا في نقل النفط إلى أوروبا، مما دفع بريطانيا للضغط على العراق خلال الحرب العالمية الأولى للتنازل عن سيادتها على هذا المجرى المائي. وفي عام 1937، وُقّعت اتفاقية طُمست بموجبها السيطرة الإيرانية على 16 كيلومترًا من مياه الشط، وبالتالي ضمان حرية نقل النفط الإيراني.

الأبعاد البيئية والتغيرات الثقافية

في فترات ما قبل الحروب، تزهّر منطقة شط العرب بأشجار النخيل التي كانت تزين ضفافه، لكن تدهورت تلك المناطق بسبب القَطع والإهمال. ومن أبرز المناطق التي كانت معروفة بزراعتها لأشجار النخيل كانت منطقة التنومة. في عام 1975، وقّعت العراق اتفاقية مع الجزائر تضمنت تنازل العراق عن الشاطئ الشرقي مما أتاح للملاحة البحرية بين الطرفين. مؤخرًا، أثيرت المخاوف بشأن تلوث مياه شط العرب، حيث أُبلغ عن ظهور بقع من الزيت في بعض مناطقه المائية، مما يستدعي اتخاذ تدابير للحفاظ على البيئة في هذه المنطقة الحيوية.