نظرية تحرك القارات

تطور الأرض وتشكيل القارات
في بدايات نشوء كوكب الأرض، كانت له هيئة كرة ملتهبة، ومع مرور الزمان بدأت حرارة سطحها في الانخفاض تدريجيًا. نتيجة لذلك، تشكلت اليابسة وبدأت المياه تتجمع حولها من كل الجهات. تعرضت هذه اليابسة إلى مجموعة من التصدعات والالتواءات، مما أدى إلى تكوين القارات التي تفصل بينها المسطحات المائية، بما في ذلك البحار والمحيطات، التي تشكلت من تكاثف بخار الماء الناتج عن النشاط البركاني في تلك الفترة.
ظهرت العديد من النظريات لتفسير كيفية تشكيل المحيطات والقارات، ومن أبرزها نظرية زحزحة القارات التي تم تقديمها لأول مرة عام 1915 على يد العالم الألماني ألفريد فيجنر، وهي النظرية التي سنتناولها في هذا المقال.
محتوى نظرية زحزحة القارات
- يعتقد أن سطح الأرض كان يتكون في الأصل من كتلة واحدة عرفت باسم “بانجايا”، محاطة بالمياه من جميع الاتجاهات خلال الحقبة الجيولوجية الأولى.
- تعرضت كتلة “بانجايا” لعمليات تكسر قبل حوالي مئتي مليون سنة، ما أدى إلى انقسامها إلى قارتين هما الكتلة الشمالية “لوراسيا” والكتلة الجنوبية “جندوانا”، حيث كان يفصل بينهما بحر تيثس، الذي تناقص حجمه على مر العصور إلى أن أصبح البحر الأبيض المتوسط الحالي.
- مرت كتلتا لوراسيا وجندوانا بعمليات تصدع أدت إلى تكوين سبع كتل قارية، حيث ضمت لوراسيا قارات أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، بينما احتوت جندوانا على أوقيانوسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.
- استمرت الكتل القارية في التحرك مبتعدة عن بعضها البعض حتى اتخذت الشكل الذي نراه اليوم، وقد استغرق ذلك حوالي مئة وأربعين مليون سنة.
العوامل المؤثرة في حركة القارات
- من أبرز العوامل المؤثرة في حركة القارات هي قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض حول محورها، خصوصًا في منطقة خط الاستواء، والتي أدت إلى تكسر كتلة “جندوانا” إلى كتلاً قارية متعددة كما ذُكر سابقًا، وأيضًا ساهمت في انفصال أمريكا الشمالية عن كتلة لوراسيا.
- بالإضافة إلى ذلك، تلعب قوة الجاذبية الناتجة عن الشمس والقمر دوراً كبيراً في ابتعاد الكتل القارية عن بعضها، وخاصة الأمريكيتين اللتين تحركتا غربًا.
الدلائل على زحزحة القارات
- تظهر التشابهات بين سواحل المحيطين الهندي والأطلسي، حيث يشير تقارب الشكل بين السواحل إلى إمكانية تواجدها ككتلة واحدة في السابق.
- تتشابه سواحل غرب أفريقيا مع سواحل شرق أمريكا الجنوبية من حيث التنوع البيولوجي والتراكيب الجيولوجية.
- هناك تشابه قوي بين مرتفعات شرق الولايات المتحدة ومرتفعات غرب وجنوب بريطانيا.
- تتطابق القواقع والأحفوريات الموجودة في الهند وجنوب أفريقيا وأستراليا والبرازيل، مما يدل على أنها كانت كتلًا قارية واحدة في العصور الماضية.